مقالات

جعفر ميرغني وظلام الليل وجيل الصحوة الإسلامية الرائد في السودان …

الدكتور فضل الله أحمد عبد الله يكتب …

 

وجعفر ميرغني هو أحد ابرز الأكاديميين العلماء الباحثين في تأريخ الحضارات الإنسانية ضاربا إزميل المعارف حفرا في تربة الثقافات السودانية وأبعاد روافد حضارتها المتواترة عبر الازمان …

 

جعفر ميرغني يعد من قادة طلاب جامعة الخرطوم الممسكين بزمام نشاط الإتجاه الإسلامي في أوائل سنوات السبعينيات وهي الفترة التي تصدر فيها اليسار السوداني – بجميع مكوناته الماركسية والقومية العربية وطلائع الإشتراكيين – قيادة البلاد متحالفين مع جعفر نميري في إنقلاب مايو …

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

ووقف الإتجاه الإسلامي في صعيد المعارض للنظام المايوي ودفعوا بنحيع أكبادهم من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية لتسيير المواكب المناهضة تمهيدا للثورة ومنهم أحمد عثمان مكي رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم وقتها ، وحسن مكي وابن عمر محمد أحمد وٱخرين إلتمعوا كما النجوم في سماء الخرطوم ومنهم الدكتور جعفر ميرغني كاتب :

 

” لظلام الليل معنى يشتفي منه اللبيب

حرك الأشواق دعنا نجتلي الوجه الحبيب ”

 

ذلك النشيد الإيماني ، هو من الأدب الروحي الذي إفترعه طلاب الإتجاه الإسلامي إبان مقوامتهم لنظام مايو ، إذ بلغوا الذروة في ثورة شعبان 1393هجرية والتي أعتقل جعفر ميرغني – الطالب في جامعة الخرطوم أنذاك – ضمن قادة الإتجاه الإسلامي ، الذين أصبح السجن معتكفا لهم ومصلى وجامعة للعلم .

 

فجعلوا من الأدب والشعر أداة من أدوات تسجيل مٱثرهم وبطولاتهم وأمجادهم ووقائعهم الكبرى ، وظل النشيد هو الملهم في درب النهوض ليلعب دورا روحيا باهرا يشحذون به الأذهان ويوقدون به قبس الثورة .

 

ومنها ما صاغه جعفر ميرغني من داخل سجن كوبر باسم ” لظلام الليل معنى ” وهي ملحمة صوفية عرفانية السمات :

 

هاجت الأشواق رعنا ما يداويها طبيب

في هوى ليلى خشعنا في القلوب له دبيب

 

في الهوى الأحباب دعنا نفعل العجب العجيب

في المعالي ما تبعنا غير صبار لبيب

 

كما أبدع جعفر ميرغني نصا شعريا ٱخر ، يعد من الأناشيد التي ترتقي بالروح إلى أعلى مدارج السالكين وقال :

 

يا منى النفس اقترابا حسبنا منك اغترابا

أين منا الأنس والبسمات والثغر العذابا

قلبونا كيف شئتم ما نسينا الحبابو

وعهودا كاليالي قد حفظناها كتابا

أهل ودي كيف أنتم أجزل الله الثوابا

كم نعزي النفس عنكم ونسليها فتأبى

لا علينا ما لقينا قد ولجنا الصبر بابا

قد جنينا العلم غضا واحتملناه فطابا

وعمرنا من شعاب النفس ما كانت خرابا

ليت شعري من ليالي السجن هل كانت عذابا

نحن في ذكر وشكر خبروا عنا الصحابا

واحتقرنا السجن حتى عاد عن ضيق رحابا

فامنعونا ما قدرتم هان مسعاكم وخاب

 

ومن قصائده الصوفية ذات البعد الجهادي المقاوم للنظام المايوي والتي كتبها جعفر ميرغني داخل سجن كوبر وهي رسالة خاصة لإخوته في الحركة الطلابية الذين يقودون المظاهرات في شوارع الخرطوم

دافعا لهم ومحفزا قائلا :

 

والي التطريب غرد أنا منك قريب يا حمام

فيم التثريب والزام ما كنت مريب بحرام

شاد ومريب باك غرد لا ريب يا حمام

 

صدحت بعجيب ألحان داع ومجيب فرحان

أنا وحدي شجيب قلبي يعلوه نحيب حيران

 

أنا فكري نجيع هيام أنا قلبي وجيع ما نام

لغرامي ضجيع همي بات التسجيع يا حمام

 

غرد بلسان مبرور وابك الإحسان والنور يا حمام

طال الهجسان أيقظ قيم الإنسان يا حمام

 

طال الإظلام والجور مال الإسلام مهجور

لم يبق سلام غرد من غير ملام يا حمام

 

أسمعني نداك لو كان يصليني معاك بركان

ربي يرعاك واصل في الحق مسعاك يا حمام

 

ومن السجن نفسه كتب جعفر ميرغني ” رسالة من كوبر ” ومنها :

 

أحبابنا أهل الوفاء تحية القلب الكتوم

العيد عاد وبيننا لا نلتقي السجن الغشوم

وعلى الصعيد لحافنا الأفق المطرز بالنجوم

 

صبرا عليه فكل شئ غير ربي لا يدوم

والله لا وهن ولا حزن ولا نفس تلوم

ماذا علينا أن نرى في الله نشرى أو نسوم

ماذا علينا أن نثاب ويؤخذ الباقي الظلوم .

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى