في حضرة فطور العمدة

أوتاد – أحمد الفكي
شهر رمضان المبارك له خصوصيته لدى كافة الشعوب الإسلامية ، ولشعب السودان العزف المنفرد الذي قد لا يضاهيه شعب آخر في الإحتفاء بمكانة هذا الشهر الفضيل حيث يقف ( الآبري الأحمر الذي يطلق عليه البعض الحلو مر ) المشروب السوداني الفريد ، ملك العصائر الذي يظهر في رمضان هو العلامة الفارقة و البطاقة الرابحة التي تمنح شهادة الكفاءة و الذكاء و الإبداع و الجودة للمرأة السودانية التي وهبها الله ذلك التدبير و الفكر للوصول لفكرة منتوج الآبري . و من خلال الآبري الذي خصني العمدة بكوبٍ باردٍ منه كانت نتيجته بل العروق و ذهاب الظماء وقت كنا في حضرة فطور العمدة الهلالابي القح محمد صديق الخضر ، من أبناء ولاية الجزيرة، مدني، الشكابة طه . الذي دعانا لتناول إفطار يوم السبت 22رمضان 1443 هجرية بمنزله العامر بمدينة حائل حيث كانت علامات البركة حاضرة من خلال الغيث الذي عمَّ مدينة حائل و الجو الفرايحي الذي شهده فطور العمدة محمد صديق الذي كان بمنزلة ساعات ثقافية في شكل منتدى تبادل فيه الجميع وقفات رياضية ، إقتصادية ، سياسية ، طبية، إجتماعية ،. فما كان لي إلا أن أجمعها تحت عنوان في حضرة فطور العمدة حيث كانت مدني و الهلال هما من سحبا البساط أكثر من بقية المواضيع التي دون شك خرج بها الجميع بالآستفادة القصوى .
في حضرة فطور العمدة كانت عودة وليد الشعلة لناديه المحبب له هلال الملايين و مدى الأثر الإيجابي الذي أحدثه الشعلة في خط هجوم الهلال حيث يِعتبر وليد الشعلة هو لاعب الصندوق المميز في السودان و عودته مكسب كبير لفرقة الهلال بعد عودته من فريق العربي الكويتي فكان ظهوره المميز الذي بصم فيه بأول أهدافه في الدوري الممتاز أمام حي الوادي نيالا .
وفي حضرة فطور العمدة كان الأهلي مدني حاضراً بحضور مشجعه عبود إبراهيم الذي كان يناديه د/ خالدإختصاصي الأنسجة في مستشفى الملك سلمان بمدينة حائل طيلة ساعات اللقاء يا ( أهلي مدني) في تحيز كامل لست و أم المدائن السودانية من واقع غالبية الحضور من أبناء مدني .
في حضرة فطور العمدة كان فتح باب ظاهرة السيولة الأمنية و الإنفلات الأمني الفظيع الذي ظلل غمامه نهار العاصمة الخرطوم و ظلامه ليلها مما أرهق المجتمع فكان قبل ثورة ديسمبر السؤال المتداول كيف حال السودان فتكون الإجابة حاضرة تمام الحمد لله في أمنٍ و أمان .. أما اليوم فتأتيك الإجابة الحمد لله الحالة صعبة و تغيب عبارة في أمن و أمان .
في حضرة فطور العمدة كانت مدني و النميري و المقارنة بين زهده و نقائه و أمانته وهو رئيس لجمهورية السودان قد رحل من الدنيا الفانية وهو لا يملك منزلاً ، وبين من هم أتوا على غفلة من الزمان يملكون الذهب و العمارات .
في حضرة فطور العمدة كانت صلة الرحم حاضرة وهي من ضمن النفحات التي تم تداولها و التذكير بأهميتها حيث ذكر لي صاحب الدعوة العمدة محمد صديق الخضر أنّ صلته بأرحامه لم تنقطع ابداَ ولن تنقطع بإذن الله وهي رأسماله الوحيد فمعظم قضاء إجازته تكون وسط أهله و عشيرته في الشكابة طه رغم إمتلاكه منزلاً في الخرطوم .
* آخر الأوتاد :
في حضرة فطور العمدة كانت العصيدة و ملاح النعيمة يشعان نوراً و من عادتي أن آكل العصيدة بيدي دون ملعقة و أجد في ذلك لذة و متعة و إشباع ، إلتهم الجميع العصيدة بالملاعق ومن باب المجاملة و المسايرة خضت معهم بالملعقة و أظهرت ابتسامة و قلت في سري ( الفلهمة العوراء شيل البطارية في القمرا) و ذكرت لهم هذه الطرفة التي تقال عن شيخ العرب أبوسن :
يِقال و العهدة على الراوي أن شيخ العرب أبوسن كان ضمن الوفد الذي تناول طعام وجبة الإفطار في إحدى شهور العام بمنزل رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب و من ضمن الأصناف الموجودة العصيدة و ملاح التقلية، فإذا بشيخ العرب أبو سن يأخذ الملعقة و يدخلها في العصيدة التي تلتهب ناراً و يدخل اللقمة في فمه وهو لا يدرى أنها حارة فإذا به ينهض كالملدوغ و يصدر صوت لوم مخاطباً الملعقة : ( الشيء إنتِ يا البكماء لا بتجيبي خبر و لا بتشيلي خبر ) فما كان من الجميع إلا الضحك و السرور .