عالمية

ماذا عن اليمن، هل من أمل؟

 

رام نيوز : خاص

 

في غمار الحروب والنزاعات يحدث أن تستمر التداعيات لسنوات طوال، وعادةً ما يكون الأمرُ الاكثر تعقيدًا هو السعي نحو فرض الأمن في أجزاء معينة من جغرافيا الحرب في الوقت الذي يتواصل النزاع في أجزاء أخرى؛ لكن الأمور البديهية يحدثُ أن تخترق ببعض الاستثناءات، اذا ما وجدت الإرادة لدى القوى المسيطرة لصنع الفارق على الأرض من خلال تحقيق الاستتباب الأمني الذي عادةً ما يكون المقدمة لاستقرار مختلف الصُعد.

 

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

*وماذا بعد السيطرة والاستحواذ على المدن والقرى*

 

تعقيدات الحرب في اليمن، تعد من أكثر المسائل الشائكة، حيث تتقاسم السيطرة على الأرض قوى تختلف في المناطق السياسية ولدى كل قوة منها أهدافها الخاصة، ولهذا من الطبيعي تجزئة المناطق المُحررة من الحوثيين باعتبارها أراضٍ تضم تيارات مختلفة في الرؤى والأهداف السياسية، كل تيار منها له نفوذه وقوته ويمثل نفسه في الأراضي التي يسيطر عليها.

 

على سبيل المثال، يسيطر حزب الإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) على محافظتي تعز ومأرب وبعض حضرموت وله نفوذه في المهرة، في حين تنحصر سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المحافظات الجنوبية خاصة عدن، وتنتشر المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وعلى وجه الخصوص مدينة المخا، وهنا عادةً ما يُخطر سؤال بديهي، ماذا حققت هذه الأطراف في المناطق التي تسيطر عليها؟ والحديث هنا بعيدا عن المناطق التي تسيطر عليها الحوثية في الشمال مركز لدولة والحكم لمئات السنين وهناك تحكم المليشيا بالحديد والنار وبالفوضى والعصا الغليظة.

 

بمقاربة بسيطة للوضع في عدن وتعز والمخا، تبدو الثانية غارقة في فوضى لا حدود لها، انعدامٌ للخدمات وغياب لدور الأمن وانتشار العصابات وتسلّط الجُباة، وتوقف عمل اغلب المؤسسات الحكومية والخدمية، أما عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي فاستعادت عافيتها خلال السنوات الأخيرة، وتحوّلت إلى أكثر المدن أمنا وتوفيرا للخدمات في المناطق المحررة، وعلى هذا المنوال تشق المقاومة الوطنية طريقها في مدينة المخا فيما يبدو أنه تنافسٌ إيجابي في تطبيع الأوضاع وملامسة هموم الناس وتوفير الخدمات لهم

 

*عدن قبلة اليمنين بحثا عن الأمن والاستقرار*

 

 

تتطلع الناس في اليمن إلى العثور على مناطق آمنة يمكن اللجوء إليها من أجل العيش، أو الاستثمار وحتى قضاء بعض الوقت، ولأن عدن كانت الخيار الأنسب لهذه الطموح فقد تحولت إلى قبلة للمستثمرين وأصحاب رؤوس المال، عدا عن كونها من أكثر المدن التي يشق النازحون طريقهم نحوها، ومع ذلك لا تسلم المدينة من ضخ الآلة الدعائية للخصوم السياسيين الذين يصوّرنها وكأنها مدينة أشباح على الرغم من احتوائها اليمنيين بكل انتماءاتهم ومشاربهم.

 

يدرك المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية أن المكاسب السياسية لا تتحقق إلا بحاضنة جماهيرية تضمن ديمومتها وتنافر من أجلها، والحاضنة الجماهيرية تُكتسب بالأداء الفاعل الذي يحقق للناس غاياتهم وما ترمي إليه انفسهم، ومن البديهي أن تتركز اهتمامات الناس في وضع الحرب حول ضمان الأمن والحياة المستقرة، ولعل هذا ما راهن عليه المكونان وبدى واضحا وملموسا في مناطق سيطرتها سيما مدينتي المخا وعدن.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى