“طوبة لهن”.. فيلم يجسد معاناة النساء في دارفور
الخرطوم: رام نيوز
نال فيلم “طوبة لهن” للمخرجة السودانية رزان محمد عبد الرحمن والذي عرض بمهرجان مدينة الأقصر المصرية للسينما الإفريقية في الثامن من مارس اهتمام كبير من قبل النقاد والمراقبين
تناول الفليم قضية المرأة في منطقة دارفور بغرب السودان والتي أخذت اهتماما عالميا كبيرا خلال الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ العام 2003.
لخص الفيلم السوداني الوثائقي حياة 5 نساء بأحد مخيمات النازحين في دارفور يعملن في صناعة طوب البناء الأحمر في بيئة شاقة جدا، مما عرضهن أحيانا لمخاطر أمنية وجسدية ونفسية بالغة.
جرى تصوير فيلم “طوبة لهن” بمخيم يأوي أكثر من مائة ألف نازح قرب مدينة الفاشر التي تعرضت إلى ضغط سكاني كبير واضطرابات أمنية ألقت بظلالها سلبا على النساء والأطفال.
شرحت رزان عبد الرحمن فكرة فيلمها الذي أنتجته كمشروع تخرج بعد إكمال دراستها في كلية محمد بن راشد للإعلام بالجامعة الأميركية في دبي، بالقول: “اخترت معاناة النساء في إقليم دارفور وعملهن الشاق في صناعة الطوب لتشييد المنازل”.
واوضحت المخرجة في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الفيلم مدته 11:30دقيقة وهو يقدم حياة خمسة عاملات في مصانع الطوب المحلية ويتناول مآلات الحرب في الإقليم”.
وتُجسد “حليمة” 28 عاما الشخصية الأكثر تأثيرا في فيلم “طوبة لهن” فهي تعمل في صناعة الطوب إلى جانب أخريات في المخيم.
وأثناء فترة الاستراحة في العمل تجلس النساء العاملات في مصانع الطوب، ويتحدثن عن الظروف التي دفعتهن للأعمال الشاقة.
ورغم المعاناة، لم تكف حليمة عن مطاردة حلمها فهي تدرس في إحدى كليات جامعة الفاشر وعلى أعتاب التخرج.
والشهر الماضي توفي أربعة أطفال في مخيم كلمة للنازحين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور جراء انهيار بئر لصناعة الطوب فوق رؤوسهم أثناء العمل، وهزت هذه الحادثة الرأي العام السوداني الذي دعا إلى الكف عن عمالة الأطفال بـ”كمائن الطوب”.
ويرى مؤسس سودان فيلم فاكتوري – مؤسسة معنية بإنتاج وتعليم وتوزيع الأفلام – طلال عفيفي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن فيلم “طوبة لهن” يجسد مآلات الحرب في إقليم دارفور والتي أفرزت عمل النساء في مهن شاقة وغير إنسانية.
ويقول عفيفي إن الفيلم نجح في الوصول إلى مهرجان “البافتا” في بريطانيا أيضا وحصل على تمويل من إدارة المهرجان.