مالكم كيف تحكمون!!!!!؟؟؟؟
د/عبدالمولى موسى محمد
العلم والعلماء، ركيزة بناء كل حضارة ،وسبب نهضة كل مجتمع .
ولقد أشار الحق تبارك وتعالى إلى هذا التكريم والاحتفاء بالعلم والعلماء في أكثر من آية في القرآن الكريم والكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هذا في حق العلماء الربانيين الذين يعملون بالعلم وبه يعدلون.
كما ذم النوع الآخر من العلماء والمفكريين الذين اتخذوا العلم تجارة يأكلون به الدنيا كما تأكل النار الحطب وقد ضرب الله سبحانه وتعالى لهذا النوع من العلماء مثالاً خالداً، خلود كتابه العزيز في البشرية، حيث قال:( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
فهذا النوع من العلماء هم الذين يفسدون الدين والدنيا على الناس ،لتجنبهم العمل الصالح لاسعاد الإنسانية والعمل على إسعاد ذواتهم وشهواتهم وسلطانهم الذي يحبون على حساب مكانتهم ودرجاتهم العلمية وقيمهم الاخلاقية التي امروا بالتضحية من أجلها،
والعلماء في كل تخصص هم صمام الأمان لتحقيق القيم الاخلاقية والإنسانية في المجتمعات وهم فوق ذلك أمل لهذا الوطن أن ينهض ويبني نهضته المرتجاة وهذا هو الأمل فيهم دائما وعبر مسيرتهم العلمية التي شرُف بها هذا الوطن العزيز ،
ما دعاني لتناول هذا الموضوع، ما نلاحظه في مواقع التواصل الاجتماعي تناول كثير من الأخوة حملة الدرجات العلمية الرفيعة
لكثير من الأخبار الزائفة والشائعات ونقلها دون التحقق من مصدرها وصحتها، ويعلمون قبل غيرهم خطر ما ينقلون على الأمن القومي وسلامة مجتمعهم ،و كأنهم لم ينالوا شيئاً من العلم والمعرفة في ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تنال من سمعة وإستقرار الوطن وتهدد سلامة بنيانه المجتمعي والاخلاقي؟؟؟
نعم لدى كثير منا انتماءاته الفكرية، والسياسية، والقبلية، والجهوية، ولكن لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال ،التنازل عن إلتزامنا العلمي والاخلاقي والوطني والخوض مع الخائضين في هدم بنيان وطننا ومجتمعنا، *وكأن أمر هدم الوطن دَيْن مستحق يجب الإفاء به، وحتى لو أدى ذلك إلى الإساءة لمكانتنا العلمية في مجتمعنا* !!!!.
عليه هذه دعوة للحوار لتشخيص المرض ووضع العلاج الذي يحفظ للعلماء مكانتهم، وللوطن سلامته بين الأمم.