أخبارسياسة

مستشار حمدوك يكشف عن اسباب تحالف قحت وحميدتي

كتب امجد فريد المستشار السابق لرئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك

تزعم بعض دوائر الحرية والتغيير انها ترغب في الاستفادة من النفوذ الطائفي التاريخي للحزب الاتحادي وطائفة الختمية لضمان استقرار الفترة الانتقالية، وخصوصا في شرق السودان. ولكن بصحة هذا الافتراض الذي يستند الي تاريخ قديم قد لا يكون صحيحاً في يومنا هذا، فان هذا النفوذ لا يملكه الطرف الذي تتحالف معه الحرية والتغيير (محمد الحسن/ابراهيم)، بل هو في الجانب الاخر الذي يقوده جعفر بتكليف من والده ، وفهم ما يحدث يتطلب العودة للأساسيات ومحاولة فك خيوط تعقيدات العملية السياسية الحالية.
اولا، انا ازعم -ويعلم غيري كثيرون مدى صحة هذا الزعم- ان عملية التسوية السياسية التي تجري الان هي تقوم اساساً بالاستناد الي صفقة تمت بين قائد الدعم السريع حميدتي وقيادات الحرية والتغيير، تضمن لكل منهما بعض المكاسب السياسية والتطمينات في المرحلة القادمة ، ويشهد على ذلك ترحيب حميدتي بالوثيقة الدستورية فور الاعلان عنها وقبل حتى الاطلاع عليها على حسب تصريحه ، ومفتاح الاجابة هنا هي طه عثمان الحسين الذي يرتبط بصلات وثيقة مع الطائفة الختمية التي ينتمي اليها وبصلات نسب مباشرة مع ابراهيم الميرغني. ويبدو ان جزء من تفاهمات حميدتي مع قيادات الحرية والتغيير هو في تأمين عودة طه الحسين الي المشهد السياسي عبر عودة ابراهيم وجناحه ، ولا ننسى ان ابراهيم الميرغني ذات نفسه هو وزير الاتصالات في حكومة البشير الاخيرة والتي تلتها ، وكل هذا يبدو متسقًا مع طبيعة الصفقة التي تتم.
ثانيا: التأثير الخارجي. حيث ان ابراهيم الميرغني يبدو انه الاقرب الي دائرة التأثير الاماراتية، وهي الدولة التي ظل يقيم فيها منذ الاطاحة بحكم البشير. وبطبيعة الحال فان الامارات تبدو متحمسة للصفقة السياسية التي تضمن لحليفها الاول -حميدتي- مزيدا من الضمانات والاستقلالية. وبطبيعة الحال لن ترفض عودة مستشارها طه عثمان الحسين للتأثير على المشهد السياسي السوداني. وما يتوارد انها قامت من خلال موقعها في الالية الرباعية (امريكا بريطانيا والامارات والسعودية) التي اشرفت على الولادة المتعثرة لهذه العملية السياسية، بالضغط بشدة من اجل استيعاب جناح محمد الحسن/ابراهيم داخل تحالف الكتلة المدنية الذي يقوم على اساس الوثيقة الدستورية التي رعتها الالية الرباعية. ويبدو هذا مفهوما في ظل توتر الاوضاع في اليمن واحتمال انهيار الهدنة وعودة الحرب بشدة والتي تحتاج فيها الامارات والسعودية لقوات الدعم الدعم السريع. في الجانب الاخر، نجد جناح جعفر/مولانا يقع بشدة تحت التأثير المصري. ومصر لها خلافات غير خافية مع استمرارية استقلالية قوات الدعم السريع ووضع حميدتي وتميل بشكل أكبر لمعسكر استمرارية فرض سيطرة الجيش.
تخطيء قوى الحرية والتغيير في استمرار سعيها لعملية سياسية مفصولة عن الشارع، وتخطيء بشكل اكبر في محاولة تجميع قوى انتهازية لبناء تحالف غير مبدئي يتأسس على حسابات تاريخية قد تكون خاطئة ، فمعسكر الثورة يقوم على قيم ومبادئ، قد تخطئ بعض اطرافه الحسابات هنا او هناك، ولكن الاستعانة بقوى النظام القديم لن يدفع باي شكل من الاشكال بحراك الثورة او الانتقال الي الامام ، كما ان المراهنة على الوضع الشائه لقوات الدعم السريع في حماية الانتقال من الردة قد اثبت فشله في ٢٥ اكتوبر ومن جرب المجرب حاقت به الندامة ، وقد ان الاوان للتعامل مع مستقبل هذه البلاد بجدية أكبر والتعلم من الاخطاء التي تم ارتكابها. كما ان المراهنة على الانقسامات الداخلية للأحزاب والمكونات السياسية، هي ممارسة شمولية لا تمت للديموقراطية بصلة، وقد سادت خلال عهد البشير البائد وما اورثت الحياة السياسية في السودان الا مزيدًا من الخراب والاستقطاب.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى