
*(والله نحن مع الطيور) & (نعيش زي ما الطيور بتعيش)*
كنت قد وعدت السادة القراء في مقال سابق بهذه الاطلالة بين نصين وقد اخترت النصين اعلاه و اترك للقارئ امر الحكم عليهما وما يحتويان عليه من قيم وجماليات ورسائل ورمزية
ولكن قبل ذلك دعونا نتطرق قليلاً لامر الهجرة والاسفار ولعل اعظمها علي الاطلاق هي (الهجرة الي الله) او كما جاء في القران الكريم علي لسان سيدنا ابراهيم بثايجاز رائع في سورة العنكبوت ( إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) و هنا يقفز لذهن المتأمل سؤال فب غاية الاهمية وهو هل يعني ذلك ترك الدنيا ومافيها؟؟ … .. لا ادري ما الاجابة… . واتركها لتاملاتكم وتدبركَم في (الكتاب المبين)
الا انه جاء في الاثر ان اول من هاجر من المسلمين هو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو اول من( هاجر الي الله باهله) فقد صحبته زوجه السيدة رقية بنت رسول الله صل الله عليه وسلم الذي قال عن هذه الرحلة (صحبهما الله) و الامر متروك لكم في تأمل هذه الهجرة( الي الله)
والدعوة التي صحبتها منه صل الله عليه وسلم(صحبهما الله) وهل عنت هجرتهما للحبشة (ترك الدنيا وما فيها) ؟؟ ام انها الطريق المعبد للاخرة؟؟؟؟
والمعروف عن سيدنا عثمان رضي الله عنه ماله وتجارته ودعمه السخي واللا محدود (للدعوة الي الله)
ربما يستهجن البعض هذا السرد البسيط عن الهجرة في الاسلام ومحاولة ربطه (في سخف) بنصوص غنائية ولهم الحق في ذلك لكن الهجرة لا تخرج عن كونها فعل وتفاعل انساني مع هذا الكون و (ارض الله الواسعة)
تغني الفنان الراحل محمد وردي رحمه الله
*يللا وتعال يللا نهاجر في بلاد الله*
*ننسي الناس وينسونا وفوقنا الطيبة تتدلي*
وهنا دعوة ونداء للحبببة الانثي بالهجرة الي مكان ربما يشبه ذلك المكان الذي تغني فيه الكابلي *(تحلق بي حيث لا امنيات تخيب و لا كائنات تمر)*
الا انها دعوة تختلف عن تلك التي تغني بها مصطفي سيداحمد رحمه الله بالقسم وصيغة الجمع
*والله (نحن) مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في ايدها جواز سفر*
والطيور معروفة بهجراتها الطويلة المتعبة
لاغراض متعددة ما زالت تحت نظر الباحثين ويكتشفون كل يوم الكثير والمثير والخطر وكانت الطبور دوماً ملهمة الشعراء وهي التي تحمل اشواقهم ورسائلهم. وقد وردت في كثير من الاغاني فقد تغني صالح الضي
*يا طير يا ماشي لى أهلنا*
*بسراع وصل رسائلنا*
*والشوق ما تنسى ياطائر لكل البسألك عنا*
*قوليهم عن عهدي ما زلنا ومازلنا*
وقد خص البعض منهم (الحمام) كوسيلة لايصال تلك الرسائل فقد غني عثمان اليمني ل(سرب الحمام وارسله لدار ود قمر) حاملاً اشواقه وحنينه ولعل اشهر اغنية للحمام هي( حمام الوادي يا راحل) لحمد الريح ورمزيتها العالية وكذلك (الطير الخداري) لعلي اللحو اما محمد وردي فقد تغني (الطير المهاجر) وجمال النص ورسائل تلك الاغنية الرائعة
اما التفرد في الغناء المرتبط بالطيور كان للجابري في اغنية (ملك الطيور) التي وصف فيها جمال الطاؤوس *(ملك الطيور ارقص وسط الرياض نشوان خلي الزهور تفتح مختلفة الالوان)*
وفي الجانب الاخر وعلي النقيض اغنيات( الحرابة والحماسة) جاء ذكر (الصقر والحدية) او كما تغني خلف الله حمد *( انا ليهم بجر كلام دخلوها وصقيرها حام)* وكنايات ( الدواس) وما يصاحب ذلك من موت وفجائع
اما اغنيةمصطفي سيداحمد (والله نحن مع الطيور) موضوع المقال والمقارنة فقد اتت مختلفة المقاصد والمرامي الرؤية ودعوة لمحاكاة الطيور في هجراتها ونثر الخير والجمال
ولعل ما يميز الطيور هي ذلك المستوي العالي من الحرية و(السلوك المنضبط) والمنظم بقوانين هي التي يرنو اليها الانسان وارتباطه بالاخر وهذا ما سوف نتعرض له في هذه الاطلالة وحلقاتها القادمة وقبل ان نختم هذا المقال دعونا ندمج جزء من النصين مع بعضهما كالاتي
*(نعيش زي ما الطيور بتعيش) (ونبني عشنا بالغناوي وننثر الافراح درر )*
ثم نأتي لاحقاً لتفاصيل اخري في المقال القادم الذي يقارن بين النصين ان شاء الله
سلام
محمد طلب