سيد عبد العزيز & ابو امنة حامد)
في البداية نعتذر عن الخطأ الذي وقعنا فيه بالمقال السابق اذا نسبنا كلمات (بنحب من بلدنا) الي المرحوم اسماعيل حسن وهي للشاعر الراحل الجميل (ابو امنة حامد) فنلتمس منكم العذر
و مواصلة للمقدمة الطويلةَ بالمقال السابق عن ضرورة الاختلاط ومصاهرة الاجناس الاخري واهميته في المحافظة علي النوع البشري وصفاته الممتازة وانتاج اجيال اقوي واكثر انفتاحاً و قوة وانتاجاً
و سوف اكون علي الحياد في تناول كلمات ابو امنة حامد مقارنة ومقاربة مع كلمات سيد عبد العزيز (الاقدم)
*بنحب من بلدنا ما برّه البلد*
*سودانيّة تهوَى عاشق ود بلد*
*في عيونها المفاتن شئ ما ليهُ حد*
*التّوب المهبهب فوق أم الضّفائر*
*والخد المعطّر زي أحلى الأزاهر*
*والخطوة الأنيقة ترنيمة مشاعر*
*أنا بيك كل عمري بمشيلها وبسافر*
*مين في الدّنيا ديَّ أجمل من بناتنا*
*الليهن قلوبنا والفيهن صفاتنا*
*الكامنات بروحنا والعايشات في ذاتنا*
وهي دعوة جميلة للارتباط (ببنت البلد) السودانية افتتحها بابيات جميلة وصفت المحاسن والجمال والازياء (دون غيرها) مما تنكح المرأة من اجله مماجعلها تتخذ نهج اغاني الحقيبة في الوصف الحسي ثم استرسل في (صناعة) بائنة يذكر المناطق والقبائل و يدعو لذات الفكرة و(الملاذ الامن) في السودانية (بت البلد) .. و هو امر طيب وغاية تحمل لمحة وطنية جميلة شملت كل انحاء السودان شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وحتي الوسط واختار قبائل ومدن وايقاعات تمثل كل السودان… وكما ذكرت سالفاً ان الاغنية بها صناعة وتكلف ل(غرض نبيل)
*مين في الدّنيا ديّ أجمل من بناتنا*
*الليهن قلوبنا والفيهن صفاتنا*
دعونا نتوقف هنا قليلاً وندع القارئ الكريم للتأمل… واقول اليس من الافضل البحث عن صفات جديدة طالما ان (صفاتنا) اصلا موجودة فيهن وقد اثبت االعلم حديثا اهمية هذا الامر
واذا تمت المقاربة مع النص (الاقدم) للشاعر سيد عبد العزيز نجد ان فكرة الحب والارتباط عنده اكثر تقدماً من. فكرة (بنحب من بلدنا) وعندما يقول سيد عبد العزير
*مصرية في السودان بحبي ليك ابوح*
*ياعنب جناين النيل اتمني منو صبوح*
فانه يرتقي بفكرة الحب الغير مرتبطة بالجغرافيا في اصلها
ولعل الشاعر (التقدمي) ابو امنة حامد والمعجب جدا بمصر و الناصرية وثورتها اصابه ما يصيب كل اهل السودان من اختلاط المعايير و ازدواجيتها عندما كتب النص موضوع المقال
و ناقض الواقع الاجتماعي السوداني الذي احتكر ولزمن طويل انثي القبيلة للقبيله نفسها دون بقية القبائل في الجغرافيا الواحدة لاسباب كثيرة المجال ليس لها هنا بل ناقض مفهوم (الحب نفسه) وكانه لا يعلم ان *(للحب لهيب فى الجوف زى الزناد مقدوح)* او كما تغني سيد عبد العزيز وكذلك اذكر هنا اغنية شهيرة للطيب عبد الله كلمات الشاعر العباسي وقصتها المشهورة (يافتاتي ما للهوي بلد) وهي اغنية ذات رواج عند النوبة بمصر
وتناقض المفهوم يبدو جلياً هنا مع نص ابو امنة حامد الداعي (للسودانية للسودانين)
عزيزي القارئ اخترت لك جرء من اغنية التي تغني بها مجموعة من الفنانين وظلت محتفظة برونقها و اترك لك البحث عن بقية النص الكامل لان المساحة لا تسمح بذلك
*أنة المجروح*
*يالروح حياتك روح*
*الحب فيك يا جميل*
*معنى الجمال مشروح*
*للحب لهيب فى الجوف زى الزناد مقدوح*
*منه الجبابرة تلين لصوت بلابل الدوح*
*وتصاحبو النسمات تفضل معاها تدوح*
*بين نغمة الأشواق ومحاسن الممدوح*
*الناس تحب رؤياك بالخاطر المشروح*
*حورية فى السودان بحبى ليكى أبوح*
*يا عنب جناين النيل أتمنى منه صبوح*
وامر الانتماء لاي من النصين وترجيحه متروك لكم الا انني اؤمن ان الفكرة والموضوع في الغناء لم تتطور او تتغير عن الحب كما يدعون وان الحقيبة ما زالت لها القدح المعلي في هذا الجانب رغم العلل….. . َ
وبقي لك ان تعلم عزيزي القارئ ان الرائع سيد عبد العزيز ما هو الا نتاج الاختلاط والمصاهرة والاندماج في المجتمعات الجديدة وهذا ما نسمع عنه هذه الايام نتيجة للهجرات الضخمة التي تجتاح العالم الحديث والدعوة للاندماج في المجتمعات الجديدة بينما حدث ذلك مع سيد عبد العزيز قبل اكثر من قرن فهو من اب تركي وام من غرب السودان لذا كان ملكاً من ملوك عصره
سلام
محمد طلب