اواخر سبعينات القرن الماضي – المبني تبدو عليه هيبة المباني الحكومية – الشكل والنظام- حتي الالوان –فيها شئ من الكد والجد –الا ان رائحة الطبشور واصوات منتظمة تردد خلف صوت جهور ما يقول –تدلك علي انك امام مدرسة ابتدائية – حتي قبل ان تصل اللافتة الكبيرة النظيفة – فالمباني الحكومية متشابهة في ذلك الزمان
-الرقم 6 هو القاسم المشترك في هذه المدرسة –6 فصول من الاول الي السادس- في كل فصل 6 نوافذ – علي كل نافذة 6 خطوط نحتها نجار ماهر – داخل كل فصل 6 مقاعد طويلة علي الجانب الايمن واخري مثلها علي الجانب الايسر –بينهما ممر احسب ان طوله 6 امتار ايضا- وعلي كل مقعد يجلس 6 تلاميذ كما ان المواد المقررة في تلك المدرسة 6 مواد فقط – اما ما علق في ذاكرتي من معلميها فهم ستة وسابعهم بطل هذه الحكاية غير المضحكة وهو تلميذ من مجموعة صغار يرتعدون – فقد وقعت عليهم عقوبة الجلد –وذلك اليافع هزيل الجسم- يحمله 6 غلاظ – وهو يصرخ – الصغار عندما يسمعون صوت السوط وصداها فيزدادون رعباً – وها هو احدهم يقفز من النافذة يسابق الريح- المعلم ذو الملامح الصارمة غلق الابواب وقال الويل لكم – واحمد يحمله 6 غلاظ –وعندما سمعنا صدي صوت السوط السادس – اكتشف المعلم ان احمد (مردف) – والويل ل(المردف)- جُرد منها حتي بقي ما يغطي عورته – واخذ ذلك وقتا – تنفس فيه الاخرون قليلا – رُفع احمد مرة اخري وبطريقة اخري – علي الشباك يشده 6 غلاظ – نصفهم خارج الفصل- والنصف الاخر داخله – واحمد علي الشباك الوحيد المفتوح – ودمعه يبلل الارض خارج الفصل – ومخاط و (ريالة) – والمعلم يضرب ويصرخ (والله الليلة الا تبول ياكلب)- (مردف كمان) – واحمد يصرخ ويتلوي – والمعلم يتوعده- (والله الليلة الا تبول مردف كمان )-وصور كثيرة يصورها عقله الصغير – ويسأل نفسه ويلح –ايهما ارحم البول ام الاستمرار في هذا العذاب !؟ – شررررررررشررررر بُلتاااااا بولتااااااااا يا استااااذ – توقف المعلم عن الضرب تعلو وجهه ابتسامة بلهاء – وضحك كل الفصل بغباء – وخرج احمد للغسيل كما امره المعلم ولم نره بعد ذلك بالمدرسة اطلاقاً وبعد فترة غادر القرية نفسها وهاجر بلا عودة..
سلام
محمد طلب