بالتأكيد السبت الماضي شاهدت أو قرأت مؤتمر أنطونيو كونتي عقب تعادل توتنهام مع متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ساوثامبتون، هجوم من كل حدب وصوب على على النادي ولاعبيه، وصراحة مطلقة في وصف الوضع في النادي اللندني بأسلوب الإيطالي المعتاد في الانفجار مع كل تعثر لفريقه.
اللطيف أن طوال قرابة 10 دقائق من الحديث لم يحمل كونتي نفسه ولو جزء بسيط من المسؤولية، هاجم عقلية ناديه وأن النادي اعتاد الفشل، الأمر المنطقي والمعروف مع سبيرز، كما هاجم لاعبيه المتطبعين بناديهم، أمر يمكن الاتفاق معه كذلك، ولكن أن يتحدث عن لماذا قبل توقيع عقداً لسنة ونصف مع هذا النادي من الأساس، وأين دوره من تطويره والعمل على لاعبيه؟ لا يوجد!
من يتابع مسيرة كونتي يعرف أنها ليست المرة الأولى عندما تتأزم الأمور يلجأ لهذا التكتيك، من ينسى مؤتمر يوفنتوس الشهير وتصريحه بأنه في مطعم فخم ولكن معه 10 يورو فقط، أو هجومه العلني على إدارة إنتر التي تركته يواجه برشلونة بلاعبين من ساسوولو وكالياري!
لا يختلف الكثيرون حول جودة الإيطالي كمدرب، ولكن عندما تدفع ما يقارب 17 مليون يورو في الموسم تنتظر ما هو أكثر من البكاء والشكوى بسبب سوق الانتقالات من مديرك الفني، حتى لو كان هناك تقصير وعدم تلبية لكل الاحتياجات، وخصوصاً أن كونتي ذاته حقق معظم بطولاته بتطويع الإمكانيات المتاحة، من ينسى فترته مع أتزوري إيطاليا وبلوغ ربع نهائي اليورو بأمثال جياكيريني وبيلي، أو الفوز بالسكوديتو في يوفي بماتري وفوشينيتش بالخط الأمامي.
عاش كونتي موسماً صعباً هذا الموسم ليس فقط على الصعيد الفني مع سبيرز، ولكن الشخصي بتعرضه للوعكة الصحية وخضوعه للجراحة التي غيبته لعدة أسابيع مؤخراً، وقبلها فقدان عدة أصدقاء مقربين بعد موت مساعده جيان بييرو فينتروني، وكذلك جيانلوكا فيالي وسينيسا ميهايلوفيتش، ضربات بالتأكيد تركت أثرها على عقل وتركيز الإيطالي، وضاعفت من صعوبة المهمة مع فريق لم يعرف طعم الانتصارات منذ ما يزيد عن عقدين.
يوفنتوس، تشيلسي، إنتر، والآن محطة سبيرز توشك هي الأخرى على الانتهاء، تشابهت النهايات بالرحيل بالمشاكل ولكن المختلف هذه المرة أن كونتي يرحل بصفر بطولات عكس التجارب السابقة، وسمعة تزداد سلبية، نعم يبقى سوق كونتي رائجاً، ولكن يزداد محلية، أنديته السابقة في إيطاليا مهتمة بإعادته بحثاً عن إعادة المجد في السيري آ ولكن تتخوف من سجله القاري المخجل، بينما الكبار مثل ريال وباريس قد شاهدوا على العلن صحة وجهة نظرهم بالبعد عنه ومشاكله.
مؤتمر كونتي العاصف قد يكون بداية النهاية في مسيرته التدريبية مهما كان محقاً فيما قال، قد يعود إلى إيطاليا ويحقق لقب دوري جديد يزين به خزانته، ولكن عثراته القارية وشخصيته التي لا تقبل النقد ولا ترى غير أخطاء الغير قد تكون القبر الذي حفره بنفسه لنفسه.