مثلما توقعت لقي مقالي عن (بيت قرجي) ارتياحاً كبيراً عند بعض الاهل بالعيلفون ممن عاشوا تلك الفترة لان المقال طرق ابواب الشجن والذكريات عندهم بحلوها ومرها ولا شك انهم حلقوا بعيدا وطووا اكثر من نصف قرن من الزمان وعاشوا لحظات جميلة تناقلتهم بين صور من الجمال الانساني وحكايات قطعاً ربطوها بالواقع السوداني الحالي الاليم
اعجبني تعقيب للاستاذ *محمد عثمان احمد الشيخ* فيه شئ من التوثيق لتلك الحقبة المنصرمة من الزمان.. ومن الاشياء التي تدعو للوقوف عندها والبحث عنها ومحاولة وجود معالجات وربما صناعة تغيير ان الاستاذ محمد عثمان تعاصر مع والدي في الاغتراب بالجماهيرية وكذلك عاصرته انا بعد ذلك في اغترابه الطويل بالامارات لسنوات.. كونا فيها( جمعية ابناء العيلفون بالامارات)
عفواً عزيزي القارئ رغم ان الموضوع تبدو عليه الخصوصية الا انه بلا شك يلامس وجدان كل قارئ سوداني غير اهل العيلفون ولا شك عندي ان هناك بيوت وحكايات وشجون و ذكريات مماثلة عن الغربة وبها ما يشبه (بيت قرجي) لكل الاهل في قري ومدن السودان الكبير كما اتمني ايضاً ان نتناول في مقالات قادمة عن (اخطاء الاغتراب وعصارة التجارب)
اترككم الان مع تعقيب *الاستاذ/ محمد عثمان احمد الشيخ:-*
بيت قرجي… وللحديث شجون… والذكريات صدى السنين الحاكي…التاريخ فجر 20/5/1978… وصلت محطة بصات طرابلس قادماً من مدينة (بنغازي) بصحبتي أحد أبناء (كوستي) و قد كان..(رفقة طريق)… الوصف واضحا.. (تاكسي من ميدان السويحلي) إلى ( حي قرجي) … طلمبة البنزين الثانية… أمامها (مغسلة مصباح الرقيعي) … تتجه يساراً ثالث بيت…. أمامه فسحة فيها عدد من سيارات النقل (فيات).. لم نأخذ وقتا للتأكد من وجهتنا… طرقت الباب دون خشية من خطأ تحديد الهدف خاصة والوقت كان محرجاً… لم أنتظر كثيراً… فتح الباب وكان صدق حدسي!!!! هو البيت بلحمه ودمه وشخوصه!!!!! فتح الباب وكان العم( إدريس التوم حماد) عليه الرحمة والمغفرة… كان يتأهب للخروج للعمل… استقبلنا بحرارة لم يعرفني… ولم أكن أتوقع غير ذلك!!!! دلفت داخل المنزل وصاحبي في معيتي!!!! كان بعض من بالبيت نيام والبعض يتأهب للخروج للعمل.. استقبلنا بحفاوة.. لم آلو جهداً في التعرف على من بالبيت وكلهم أهل ومعارف.. وقتها كان داخل البيت الإخوة..(صديق الطيب وعمر الطيب الجعلي..وكمال الأصم والباقر حاج أحمد ومحمد نور بركات الشيخ وإبراهيم خالد ومحجوب التبير) عليهم الرحمة والمغغرة.. والخال (بابكر علي بابكر ابشنب والأخ عبد العظيم الصديق والسيد عباس حاج علي وكمال الصديق النص ومامون يوسف بيه وفاروق ابراهيم(جاغوم)وآخرين) .. وقد وصل قبلي بأيام الإخوة…( محمد الحسن الشفيع والاخوين مكي محمد مكي وحامد حسن والأخ أحمد الزين) .. كان بيت قرجي بمثابة محطة للقادمين لطرابلس من أبناء (العيلفون) ومنه يتفرقون حسب مواقع أعمالهم والبعض الذي يعمل في طرابلس وليس له مكان سكن يظل أحد ساكني المنزل.. وهم غير محددين بعدد!!!! المنزل به غرفتين وصالون كبير وسطوح واسع… ربما في أحد الأيام يستضيف عشرون شخصا أو يزيد!!!! ساكني المنزل مختلفي المهن والثقافات!!!! وإن كان تغلب عليهم مهنة (السواقة) !!!! والأعمار متفاوتة!!!! عاصرنا عهد.. الأعمام (المرحوم سالم حاج إبراهيم والخال المرحوم مضوي بركات وقرشي هاشم) .. وكان قبلهم الاعمام المرحوم( فضل المولى أمان وقريب الله هاشم) وهما الذان أجرا المنزل وأول ساكنيه… صاحب المنزل ليبي إسمه (حركات).. صودر منه هذا المنزل لأنه يمتلك عدة منازل وتم ايجاره من الإسكان… كثيرا ما يعترض الجيران على سكن العزابة ولكن المنزل محمي بواسطة الخال (حسن دندش) !!! باعتبار أن السكان( لاجئيين سياسيين) … لأبناء العيلفون منزلين آخرين في طرابلس… أحدهما في حي (المنصورة) ومن أشهر ساكنيه الأخ المهندس (بابكر دفع الله والأخ المرحوم أبو حميد وداعة الله) … اللهم أرحم كل من توفاه الله من الذين قابلناهم في هذا المنزل وقدموا لنا كل الدعم المعنوي والمادي و المأوى.. كانوا آباء أو إخوان أو أبناء ومتع من هم علي قيد الحياة.. بالطبع هنالك تباين في خصال الناس منهم من يقابلك بوجه طلق هاشاً باشاً ومنهم من يقابلك عابساً مكفهراً ولكن علينا أن نجد لهؤلاء العذر لأنها خلقة ربانية ولأن قوة الاحتمال تختلف بين الناس… ونسأل الله ألا يحوجنا في إيجاد المأوى في اغترابنا..وأن يبقي الالفة والمحبة بيننا…(انتهي)
خاتمة تعقيب استاذنا محمد عثمان اوحت لي بالسؤال التالي انت لسه عنك نية اغتراب تاني؟؟؟؟
عموماً انا مثلك انوي الهجرة (لوطن جديد) فحال البلد لا يسر اطلاقاً
سلام