أخبارمقالات

(يللا نغني) الحل في البل

 

عنواني ليست دعوة للتغني والطرب ولا اظنها دعوة( للبل) الذي تعبنا من ترديده (فلا بلينا ولا اتبلينا) بقدر ما ابتُلينا (بامر خطبه عجب) ونحن داخل وطننا نعاني معاناة الشاعر والضابط المصري الرفيع والمناضل المنفي لجزيرة سرنديب محمود سامي البارودي بعد ان شغل منصب رئيس الوزراء بمصر حين قال *اعيش في غربة لا النفس راضية بها ولا الملتقي من شيعتي كثب*

ونحن في بلادنا التي لارئيس وزراء لها نعاني الغربة في كل شئ حتي في مشاهداتنا لما اسمته مجمعات اللغة العربية (بالمرئي) في محاولاتها للحاق بالاكتشافات الجديدة…

الغربة اعانيها بشدة و انا اشاهد التلفزيون السوداني الرسمي او قنواته الخاصة والمدعومة ممن يدعمونها فقد سمعنا قصة ملايين الدولارات لقناة ما في المحكمة وما دار حولها من جدل

في هذه المرة تعمدت مشاهدة حلقة اخري من برنامج (يللا نغني) و

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

هيأت نفسي للاستمتاع بحلقة جيدة الاعداد وانا استمع للمذيعة ( الجميلة)و (تائهةالخصل)و (الشعر الضفائر) و (التوب الانيق) بالمناسبة يا (تريزا) دي كلها اقتباسات من اغاني سودانية…..وهي تقدم لحلقة عن (الدلال) لكن ماتم تقديمه من اغنيات هو ما وردت به مفردة( الدلال) دون النظر المعاني المقصودة وقد لحظ ذلك الفنان عاصم البنا وعلق عليه واضاف مفردات اخري تقود لمعاني الدلال اوالدلع والعجن وربما فات عليهم ايضا ان (الدلال) في دارجيتنا تعني ايضاً (كحل العيون) وقلم (الدلال) لايفارق شنط الحسناوات في هذا الزمان الي ان تحول الامر الي (رموش سوداء بقروش حمراء في السوق مفروش بالنداء) ولا تحتاج الرموش الاصلية (سواداً) اكثر مما نحن عليه و لكن ربما تحتاج ظلال والوان لاترتبط بالعيون وربما لها علاقة (بالتوب او البرطوش او قل ربما الطربوش) بينما كان الكحل (حجراً) ومروده (نحاساً) وغير قابل للتنقل عبر وسائط الشنط ومعلوم الزمان والمكان و ممنوعاً حسب العرف الا للمتزوجات وما احوجنا للحجر والنحاس وروح الحماس هذه الايام

نعود للحلقة التي احتوت علي ست اغنيات منها اغنيتين جديدتين احداهما تُغني للمرة الاولي.. فسألت نفسي هل نضب معين مكتبة الاغنيات السودانية عن المفردات والمعاني حتي نزحم البرنامج ومساحته الضيقة (باغنيتين) يفترض الا يكون لهم مجال في مضمون البرنامج او عنوان الحلقة ولكن يبدو ان ذاكرة هذه الاجيال لاتتسع الا لما قدموه حتي خشيت لو كان هناك مجال لاغنية اخري ان تكون *(المدلل دا تاني وين نلقي)*

قدموا لنا اغنتين من الحقيبة

فكان نصيب ود الرضي

*نَسَايِمْ اللَّيلَ كَلِّمِى*

*للبِرِيدْ رُوحُو سَلِّمِى*

*العَصُرْ عَصْرِكْ أَجْرُمِى* *جُودِى وإِنْ شِئْتِى أَحْرِمِى*

*قَلْبِى أَنَا العِنْدَكُمْ رُمِى* *أَصْلُو مَا نَافِعْ أَفْرُمِى*

وقد كان اختياراً موفقاً رغم ظني انه تم اختيارها لورود مفردة الدلال في :

*(والعيون طابعا الدلال)*

ومن ضمن الاغنيات التي تم اختيارها ايضاً اغنية من كلمات عبد الرحمن الريح الذي احسب انهم لم (يفلفلوا) انتاجه في (الدلال) كما سنعرف لاحقاً فكانت لعوض الجاك

*ﻳﺎﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ ﻣﺪﻟﻞ*

*ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻴﻪ ﺑﺲ*

*ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻗﺪ ﺣﻠﻞ*

*ﻋﺬﺍﺑﻲ ﻳﺪﻭﻡ*

*ﻳﺎﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ ﻣﺪﻟﻞ*

*ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻃﺮﺍﻙ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﺗﺒﻠﻞ*

*ﺟﺴﻤﻲ ﺻﺎﺭ ﻣﻨﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻳﺘﻘﻠﻞ*

وكانت اغنية سيد عبد العزيز الجميلة ايضاً من ضمن المختارات:

*الفي دلالو ماأعظم جلالو*

*إستحل هلاكي ولي حرم حلالو*

*الهلال الشغل الناس هِلالو*

*الظلام حين شاف محيه أتجلالو*

ورغم جمال هذه المختارات التي مثلت نصف زمن الحلقة الا انها كلها كانت من اغنيات الحقيبة وتمثل فقط تلك الفترة من تاريخ الاغنيات السودانية فقد كنت امني نفسي بتطواف جميل يمتد لاكثر من حلقة عن معاني الدلال و مفرداته في الاغنية السودانية ونسبة لضيق المساحة سوف اورد لكم مثالين لذلك لشاعرين فقط حوت اغانيهم المعني دون المفردة وايضا ماوردت به المفردة حاملة المعاني واعذروني لاني غير متخصص ولا (ديكشنري) في المجال فتعالوا معي لعبد الرحمن الريح وهو يقول

*هو غصن الرياض الزاهي في واديهو*

*أزهار الربيع مازج زهور خديهو*

*وجدلات الحرير ما لينة زي إيديهو*

*والدو معجنو على فطرتو مربيهو*

*هو الفرد الوحيد في الدنيا ما في شبيهو*

*يتجاهل علي وأنا حالي ما غابيهو*

*سالبني في نار هواه شال قلبي يلعب بيهو*

وهل هناك (دلال) وعجن اكثر (من والدو معجنو وعلي فطرتو مربيهو) ام انهم يحسبون ذلك من (المعجنات) التي تنتمي ل(سيقا) وهل هناك دلال في قمة معناه اكثر من *(يتجاهل علي وانا حالي ما غابيهو)*

وان اردتم ورود مفردة دلال في النص فهاكم لذات الشاعر

*اصلك بتدلل علي*

*واللا الحكاية معاندة*

في اغنيته الشهيرة التي امتعنا بها عبد العزيز المبارك

*(انا بيك سعادتي مؤكدة و بلاك حياتي منكدة*

*ياجميل ما بصح ليك تعمل كده)*

وهاكم مثال اخر بذات النهج للشاعر ود القرشي مع الفنان الجميل عثمان الشفيع وقد جمعت بينهما ثنائية امتدت ورفدت الاغنية بكثير من الجمال فتغوا

*كيف الطريقة البيها يتم وصالي*

*وقالو لي ده الملهم في نفسو عالي*

*وفارض علينا هواهو وهو سالي*

*ده المستحيل ينزل من العلالي*

*ده الموحي للشعراء الدرر الغوالي*

*عشقتو من نظرة هو قلبو خالي*

*كيف الطريقة البيها يتم وصالي*

والشفيع وجيله يمثل فترة غير الحقيبة وبعدها

ورغم ان النص لم يحتو علي مفردة (الدلال) الا ان معانيها تنساب داخل النص بصورة رائعة… وان اردتم المفردة فستجدونها في اغنية اخري لذات الثنائي

*لا تهابي جمالو*

*ولا الدلال البيهو*

او نص جميل اخر لهما

*وما أسماها رسمة*

*تفرح للحزانا تحمل لي غنانا ترمز عن كتير*

*تامل فيه مره وشوف( دل) العذارى*

*تلقى الصوره تحلف يوسف بي اطاره*

والسؤال لمعد البرنامج والمذيعة الجميلة تريزا ( انتو دل دي فاكرنها صوت بمبان واللا شنو)

وحتي لانكون قد مارسنا قسوة علي البرنامج ب (البل)

(يللا نغني) ونفهم بشكل مختلف ونبحث عن المعاني في الاغاني ونغني( تعال لي يا البلال) ونبحث عن معاني (البلال) وهل كنا علي حق في قولنا (الحل في البل) ام ان البل جلبلنا (النجاسة) فانتظرونا في المقال القادم

سلام

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى