أخبارمقالات

*(يللا نغني) في فتيل (1)*

 

الفترة الطويلة التي حكمت فيها الانقاذ البلاد شهدت تحولات وتشويه في كل المجالات علي( السافل والصعيد) وسوف نتناول البسيط من ذلك وامثلة عليه لكني اخشي ما اخشي ان تصبح الانقاذ شماعة لتدهور كل شئ مثل قرار( الرياضة الجماهيرية) الذي ما زلنا نعلق عليه كل فشلنا الرياضي رغم مرور اكثر من نصف قرن من الزمان علي تلك القرارات والتي تنازلت عنها حكومة نميري وقتها سريعاً

كما توقعت ان البرنامح التلفزيوني الذي تقدمه قناة البلد الفضائية سوف يفتح لي مجالاً واسعا لكتابة (الكثير والمثير الخطر) من المقالات حتي بعيدا عن تفاصيل حلقاته سئية الاعداد والتقديم وما تعرضه للمشاهد الكريم من سطحية نعود لها تتابعاً

ربما يظن القارئ عند تأمله لعنوان المقال اننا نضع البرنامج (في فتيل) وهذا غير صحيح لان البرنامج اصلاً خرج للناس وهو داخل فتيل محكم الغطاء ومن الصعب الخروج عنه لانه وضع نفسه في موضع التقليد الاعمي…

والمشاهد الفطن الذي يراقب بحصافة يجد ان هناك اكثر من برنامج علي اكثر من قناة علي طريقة (اغاني اغاني) للمرحوم السر قدور وما يدعو للالم ان هذه البرامج ظهرت بعد وفاته مباشرة بل انها لم تغيير شئياً حتي زمن البرنامج الرمضاني بعد

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

الافطار

عندما اتت الانقاد بفهمها (الاسلامي) ومشروعها الحضاري كان اول ما حاربته هو الغناء وقد مهد الاسلاميون لذلك ايام الشريعة في عهد النميري حيث اوقفوا كل الاغنيات التي وردت بها مفردات الخمر او السُكر و حتي كؤوسها وان كانت خالية فاعدموا كماً هائلاً من الاغاني الجميلة… للاسف هذه نفس الطريقة التي يتم بها اعداد وتقديم (يللا نغني) وهي اختيار مفردة والبحث عنها بلا هدف محدد ولا وعي سديد ولا هاد رشيد في ذاكرة الاغنية السودانية

ورغم ان البرنامج في بداياته ويستمر طيلة الشهر الكريم الا انني اكاد اجزم انه لن يتعرض لمفردات الخمر والسُكر والكؤوس والندامي ربما لان البرنامج رمضاني (ولا يصح تناول ذلك في رمضان) واذا كان هذا هو السبب فلماذا تدعونا اصلاً للغناء في الشهر الفضيل

المفردة كما تعلمون ماهي الا ماعون يحمل المعاني و في اللغة العربية يمكن ان تحتشد المعاني في اكثر من مفردة… والخمر نفسها بالقران الكريم وردت (رجس ) يجب اجتنابه وفي موضع اخر بمعطيات وظروف اخري ( لذةً للشاربين) وشتان مابين هذا وذاك لذات المفردة

من الطرائف في فترة (الشريعة) حينما اعدموا تلك البارات ورموا محتوياتها النهر في احتفالية مشهودة قرروا في ذات الليل الهجوم واعدام كثير من الاغنيات الجميلة التي تحتوي علي مفردات الخمر وتوابعها مثل رائعة عثمان حسين مع بازرعة (القبلة السكري)

*ولما ينقضي الليل .. وينعس ساقي الخمر*

*يرف الضوء كالحلم ليسكب خمرة الفجر*

*تذكري عهد لقيانا .. ويوم القبلة السكرى*

(قبلة وسكر كمان) فتم اعدام الاغنية ومنع بثها مع اخريات من ضمنها اغنية من شعر مؤلف (العبقريات) الشاعر والمفكر والاديب الكبير عباس محمود العقاد وتغني بها الكابلي (شذي زهر)

*وبي سكر تملكني*

*وأعجب كيف بي سُكر*

*رددت الخمر عن شفتي*

*لعلك جمالك الخمرُ*

ولك ان تتخيل ان هذا (السكران) هو من كتب (عبقرية محمد) وما تبعها بعد ذلك من سلسلة( العبقريات)

يقول لي صديق انهم كادوا ان يعدموا للكابلي ايضاً (سُكَر سُكَر) فقط لانها تحمل ذات حروف (السُكر) وان كان بدون خمر

واضح جدا رغم وجود مفردتي الخمر والسكر في اللاغنية اعلاه الا ان (الجمال) كان هو الخمرة المسكرة التي ربما ذهبت بعقل الشاعر ولكن ما علاقة (فتيل العنوان) بكل هذا قطعاً العلاقة ليس مربوطة ب( فتيل كونياك) ..

والحقيقة اني قد توصلت لطربقةاعدادالبرنامج لكن بطريقة مختلفة.. وفي المقال القادم نقدم لكم حلقة كاملة من ست اغنيات كما اعتدنا معتمدين علي

الطريقة (القوقلابية) …

وقتها سوف نعرف الكثير عن الفتيل

سلام

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى