ضحينا من مصارف الزكاة وعلي العلماء الافتاء
*اضحينا من مصارف الزكاة وعلي العلماء الافتاء*
العنوان قد لا يعجب جزء مقدر من الذين يطلعون عليه لكنه لا يخلو من حقيقة رغم مرارة احساس من فُرضت *عليه* الزكاة ان يتحول الي من فرضت *له* الزكاة وما اقسي ان تتحول اليد العليا الي يدٍ سفلي وهذا المقال دعوة للتأمل فقد ظلت هناك اياد عليا ومازالت بمكانها ومعظمها يعود لفئة المغتربين حفظهم الله ولو لا هم لكثُرت كوارثنا فوق كوارث الحرب
الزكاة فريضة من الفرائض التي يغفل عنها كثير من مسلمي بلادي وكذلك (الدولة) وبالاخص دولة المشروع الحضاري التي انصب همها في جمع الاموال واثقال كاهل المواطن فمع وجود ديوان الضرائب استحدثوا ديوان الزكاة وظلت الضرائب كما هي عليه وزادت… واضحي (العاملين عليها) لهم نصيب الاسد وقبل الفقراء والمساكين حتي صار موظفو الضرائب والزكاة من الاغنياء المفروض عليهم دفع مال الزكاة وليس الاخذ من مصرف (العاملين عليها)
والمغتربون القابضون علي الجمر هم الاكثر ضرراً من هذا الامر… اعرف احدهم رحمه الله رفض العودة للسودان حتي توفاه الله لان (عليه ضرائب وزكاة متلتلة) وربما ما زالت تتراكم ولا علم لهم بوفاته وحوجة من كان يعولهم للزكاة…ولا ادري لماذا نقدم طلبات لديوان الزكاة؟؟ اليس الاولي ان يكون الديوان هو من يعلم ويملك قاعدة بيانات توضح مصارفه والمستحقين؟؟ (مجرد سؤال)
(علماء الدين) و(هئيات الافتاء) و (الائمة والدعاة) الان في صمت رهيب تجاه امر مهم للغاية لكنك ستجدهم يجتهدون لتوجيه الناس لدعم المجهود الحربي نحو اخر مصارف الزكاة (في سبيل الله) وجعلها الاولي فهم (العلماء) ….. ونحن الصامتون
نحن الان نقع في( مصرفين) من مصارف الزكاة ان لم يشمل البعض المصارف الاخري بل ان البعض اجتمعت به اغلب هذه المصارف فقراء… مساكين وغارمين… وابناء سبيل… وفي سبيل الله… طبعا العلماء الان ربما يتحدثون عن( في سبيل الله) انها دعم الجيوش المقاتلة والمجاهدة ويتناسون عن عمد ما دونهم من المواطنين الذين لحق بهم الضرر الاكبر نتيجة هذه الحرب وهم الاحق بهذا المصرف
ان اكثر من اذتهم الضرائب والزكاة هم المغتربين دون ادني مراعاة لظروف اعالتهم كثير من اسرهم والاقرباء ليس من الدرجة الاولي بل من الدرجة الثانية والثالثة و(الطيش زاااتو) والان في ظل هذه الحرب اللعينة لم يلتفت العلماء والفقهاء الي امر المغتربين الذين يعيش معظم اهل السودان بالداخل والخارج علي كاهلهم بالرغم من انهم ليس مسؤلون عنهم مسؤلية شرعية مباشرة.. كان من واجب علماء الدين الالتفات لهذا الامر والفتوي فيه واعتبار ان ما يصرفه هؤلاء علي الاقارب والاصدقاء والجيران في حال هذه الحرب هو *من مصارف الزكاة* و (في سبيل الله وابن السبيل) ومعظم اهل السودان الان يعدون من هذين المصرفين ومن اراد ان يحسب ذلك من نوافل الزكاة فالامر له وإلا فهي من الزكاة….(لابناء السبيل و في سبيل الله)
الامر الاخر السودانين عندهم انفة زائدة (لا معني لها) حتي وهم في اشد الحاجة و ربما يرفضون هذه الاموال اذا عرفوا انها صدقات و زكاة فرض من فروض الدين.. فرض *علي فئة وللفئات الاخري* المبينة تفصيلاً ومن واجب المسلم قبول ما يعطي له قبولاً طيباً ويعتبره حق من حقوقه طالما انه من الفئات التي استهدفها المولي عز وجل بهذا النصيب…. نعم يمكنك رفضها ان كنت غير مستحق لكن في ظل هذا الخروج (في سبيل الله) حفاظاً علي النفس والمال والنسل وهي من الكليات الخمس التي قصدت الشريعة ضرورة الحفاظ عليها وليس الخروج في سبيل الله والجهاد هو المقاتلة خصوصاً وان حربنا هذه بين مسلمين ضد مسلمين و تسمع التكبير ونصر او شهادة من هذا ومن ذاك وليس مقبولاً ولا معقولاً ان يكن كلاهما علي حق وان كبروا و استشهدوا فنبقي نحن من خرجنا (في سبيل الله) .. واقولها حقاً والي كل المسلمين في السودان وخارجه ان النازحين واللاجئين السودانين وغيرهم هم من مصارف الزكاة وكل الذين يكفلون اقاربهم في السودان او في الخارج ان يجعلوهم مصرفاً للزكاة وعلي متلقي هذا الدعم قبوله علي انه زكاة فرض (له وعليه) فالدافع والمدفوع له (يؤدون الفرض) مثل الصلاة….
عزيزي القارئ هذه ليست فتوي و انا ليس من اهلها لكنه ربما يفتح الباب للعلماء الصامتون و انا و كثيرون مثلي من النازحين واللاجئين بغض النظر عن احوالهم قبل الحرب فهم( ابناء سبيل وفي سبيل الله) طالما خرجوا من ديارهم ومنهم من اجتمعت به غيرها من فقير ومسكين وو… ايها العلماء والفقهاء ان كنت غير محقاً فلا تتركوني… وانتم يا ابناء السبيل لماذا ترفضون الصدقات وهي حق لكم وفرض لكم وعلي غيركم…..
سلام
محمد طلب
سلام