الخرطوم : رام نيوز
لم يعد الامر يرعب الاطفال .. فالكلاب نفسها باتت تتخوف وتتأهب للنباح ، فحاسة الشم التي تتميز بها تجعلها تعرف العدو من على بعد كيلو متر قبل ان تراه ، وحتى الاطفال اصبحوا يمتلكون خارطة الشوارع والاحياء التي يتواجد فيها (كلب ) واي نوع (سعران أم مسكين ) ، ودائما يحملون في اياديهم اسلحة دفاعية كـ( الحجارة و(الطوب ) عند مشاويرهم .. ويبقى السؤال من بدأ العداء اولا ؟ جهجهة في الطريق الاسلوب الذي يمارسه الاطفال لمداعبة او مضايقة (الكلب) يحدث فوضى في الشوارع ، فتتعثر خطوات الماره ويسيطر الخوف على الجميع وتعلوا اصوات النباح التي تصل البيوت فتغير اتجاهات الناس المقيمين وتجعلهم يتسالون (في شنو بر الشارع ؟ ) ، وكعادة الكلب لا يظهر شراسته إلا في ثلاثة حالات ، اما ان يرى كلب اخر دخيل على منطقته ، او يكون مصاب بمرض السعر ، او يضايقه المارة من الاطفال الذين يثيرون غضبه فيلاحقهم وهذه الحالة هي الاكثر شيوعا ، واثناء الملاحقة يرمونه بالحجارة حتى تزداد ثورته ويصيح كـ(المجنون ) وهو ما يسمى بجنون الكلاب الذي يرفع وتيرة الاستمتاع والفرح لديهم .
خطة مسبقة المعارك التي يخوضها الاطفال مع الكلاب خلال اليوم كثيرة جدا ، وتزداد بازدياد تكاثر الحيوان ، وفي هذا يقول المواطن عثمان الشيخ الذي دائما ما يشاهد ملاحقة الكلاب للاولاد فيكوم هو الوسيط الذي ينهي المشكلة ، وبحسب مشاهداته ان الاطفال من عمر الـ(7 ـ 13) عاما هم الاكثر إزعاجا ولا توجد حميمية او روابط بينهم وبين كلاب الاحياء المجاورة ، وكل ما يشغلهم وضع الخطط وكيفية اثارة غضب الكلب الى جانب رسم خطة الهروب والنجاة من انيابه ، حيث انهم يتفرقون وكل منهم يركض إتجاه معاكس فتصيب الكلب الحيرة .. وفي النهاية يعود ادراجه وتهدأ انفاسه تحت ظل شجرة او سبيل (مزيرة ) او حفرة صغيرة توجد بها ماء ، ولا يكاد يغمض جفنه حتى تختفي ازمة المضايقة .
حالة قلق وترى امنة احمد ، ان العداء يبدا من الاطفال خاصة الذين يدرسون في مرحلة الاساس ، والذين لا يهربون إلا بعد ان ينهض الكلب ويظهر انيابه ويقوم بملاحقتهم ، وتؤكد انه لا راحة للكلب مع وجود الطفل والعكس ، وانهم يبحثون عن موقع الكلب الشرس بانفسهم دون ان يدلهم عليه احد ، وبالتالي يخلقون الازمة فاذا لمحهم ذلك الكلب في اي مكان اخر يهجم عليهم بدون تردد ، ولكن الطفل ساجد امين ، يصنف الكلاب الى نوعين (طيبة ـ و حقارة ) وقال ” لرام ” انهم كاطفال يجيدون تعذيب الكلب الحقار ولا يتركونه في حالة حتى يقول (الروب ) .
حاسة قوية عملية الهجوم من قبل الكلب على الاطفال تعتمد على حاسة الشم عنده كما تقول الاخصائية النفسية د. منال عبدالله ” لرام ” ، وتضيف لا يضايق الكلب المرأة بمختلف الاعمار إلا ما ندر ، وتشير الى انه الحيوان الوحيد الذي يمكن مداعبته ويمتلك عاطفه اتجاه الاشخاص الذين يحسنون التعامل معه ، وهو خير صديق يمكن اتخاذه والاعتماد عليه في الحراسة ، كما يعرف عدوه ويعرف الروح الشريرة لذلك ليست من السهل ان يطلق النباح ، اما الاطفال بطبعهم يحبون المرح ويمثل الكلب عدو لدود يستمتعون بمضايقته بشكل غريب ، وهذا الامر يعود لنفسيتهم واحساسهم اتجاهه ، ولغبن قديم بداخل الواحد منهم وعندما يتذكرون ملاحقته لهم ونباحه في وجوهمم لذلك يقتنمون فرصة الانتقام ، فبالتالي الجذور ممتدة والمضايقة سوف تظل طالما هناك كلب يقابله طفل