مقالات

قُفة عفاف و مجسم حائل

أوتاد  – أحمد الفكي

لا شك أنَّ غالبية أهل السودان  و سواده الأعظم يعاني من غلاء المعيشة  المتمثل في مصاريف السكن و العلاج  و الغذاء و الكهرباء و المدارس و الجامعات و المواصلات و كل ضروب الخدمات  التي لا تُنجز إلا بالصرف النقدي و الصرف النقدي يتوقف على الدخل الفردي . من واقع غلاء المعيشة اختفت العزيزة  قُفة  الملاح  ، و ما للقفة من رمزية خاصة لشعب السودان وهي تختصر عبارة سلة الغذاء ..  صباح يوم الجمعة   11فبراير  2022  وعبر متابعتي بالتبادل  لقناتي الهلال  و النيل الأزرق  لكل  من  برنامج   الموج الازرق fm 91 و  BN fm91  تسمرت عند قناة النيل الأزرق  و طاولة المذيعة  الأستاذة الرائعة  عفاف حسن أمين  و الأستاذة عفاف  تمتاز  بنمط معين ( ستايل)  بدءً من حضورها المميز  و   تزيينها للمايك  بالجدلة الذهبية  و دخان البخور  و المجسمات التي  تملأ طولتها.

 

 

 

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

 

 

 

 

 

 

 

هنا لفت انتباهي و نظري مجسم القفة  الذي سحب البساط عن بقية المجسمات  ، وكم تألمت  حسرة على غياب القفة من البيوت السودانية  بعامل المستوي المعيشي  الذي قد يصل لحد العدم  وهو المستوى الرابع  لقياس  المستوى المعيشي  الذي يوصف  بتحت خط الفقر   في الترتيب التنازلي  من حد الرفاهية ، حد الكفاية ، و  حد الكفاف . مجسم قُفة عفاف عبارة  عن قفة حقيقية  صغيرة ( بدون شحمها و لحمها )  من السعف بلونه الذهبي و في إطارها   مسك نسجها سعفة زرقاء تسر الناظرين ،  تنفع لعرضها   كواحدة  من  المورثات  الشعبية الفلكلورية  في  صالة المعارض التثقيفية  التي  يقيمها  ابناء السودان  داخل وخارج الوطن  . كنت أظن إن القُفة حِكراً على أهل السودان و مصر  ولكن وجدتها في المملكة العربية السعودية  أيضاً  و تحتل  القُفة منظراً خلاباً  في أحد  شوارع مدينة حائل  وهو شارع الملك عبدالعزيز    حيث يقف مجسم القفة الكبيرة بمساحة ثلاثة أمتار  تقريباً، الملأى  بفاكهة البرتقال  و اليوسف أفندي  المنصوبة على قمة جبل  كناية عن سمعة حائل  الزراعية و  سعة الرزق  و الرفاهية .  نسأل الله أن يذهب الغلاء  دون رجعة و  يعم الرخاء  سوداننا العزيز  و تعود القفة  برمزيتها المعروفة  لكل البيوت .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* آخر الأوتاد : في سوق  أم المدائن  مدني حاضرة  ولاية الجزيرة  يوجد سوق المنتجات  اليدوية، يتم تغذيته  خاصة من حي الدباغة كانت حبوبة أم النصر المهدي و منافستها حبوبة   فاطمة النية، الله يرحمهما و يغفر لهما  و يجعل منزلتهما  الجنة،  مِن  أشهر من يجيد  عمل المنتجات السعفية ( القُفاف ، البروش، و المقاشيش)  وكانت علامتهما  المميزة  جودة لا يُعلى عليها .  من طرائف الشيخ عبد الحميد كشك  “طيَّبَ الله ثراه” يقول :  قدم شخص  إلى جماعة  و عند إقامة الصلاة شاهد جميع المصلين يحملون على أكتافهم قُفة وفيها سِكِّينة و فأر ، يركعون و يسجدون و القفة ومحتوياتها على أكتافهم . بعد التسليم من الصلاة  ، سألهم  الشخص لماذا  عند الصلاة تحملون القفة و ما فيها من سِكِّينة و فأر . قالوا بصوت واحد  إمامنا هذا هو الذي قال لنا ذلك  بعد ما وجدته في الكتاب .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قال الشخص : أين الكتاب ياشيخ .  الإمام أعطاه الكتاب و فتح له الصفحة  و أشار إليه على مكان المكتوب .  الشخص  وجد مكتوباً هذه العبارة  : ( لا صلاة إلا بفقهٍ  و سَكينة ،  ووقار )  و إمام الجماعة قرأها لجماعته الذين اتبعوه   ( لا صلاة إلا بقُفة و سِكِّينة و فأر )  !!!!!!!!  ما أجمل  ضحكة كشك  التي سبقها تريدده  لعبارة 🙁 يا خرابي !! قال إيه.صاحبنا .؟ قال قفة قال..  جعل الفقه قفة و السَكينة سِكِينة و الوقار  فأر   ) فما كان من  جماعة المصلين إلا و  ينفجرون  ضحكاً  . جمعة سعيدة و مباركة عليكم   و دمتم سالمين و ضاحكين

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى