مقالات

savior.المنقذون  

بصمة ناعمة _ إنصاف الزاكي

كنت في استقبال عزيز قادم من دولة عربية… وقفت خارج صالة الوصول اتفرس في  وجوه القادمين عسى ولعل  أجد ضالتي بين الصفوف الزاحفة إلى الخارج وأثناء تجوالي البصري التقطت عيناي مشاهد عديدة محزنة ومؤلمة… تأملت المستقبلين وهم وقوف تحت أشعة الشمس ونحمد الله أن الطقس بارد لم تلسعنا  حرارة الصيف الملتهبة  معظم  فصول العام. … تسمع هنا وهناك  أصوات  التحايا والسلام والعناق على أسلوب السودانيين المميز.. خاصة وأن القادم قد يكون شخصا غاب لفترة ليست بالقصير.ة. تلاحظ ايضا كمية الحاجيات والاغراض والأمتعة التي يحملها القادمين …  لاحظت  أن استقبال القادمين حارا    و اللهفة إليهم زايدة  في غير المعتاد .. وفي  تقديري أن هولاء القادمون هم من اعز الناس عند أسرهم وانا أطلق عليهم لقب (Saviors  المنقذون).لأن أي  منزل سوداني يكاد لا يخلو من مغترب، وباتت هذه الأسر  تعتمد على المغتربين لتخفيف شظف العيش.. وليس في الرفاهية والدعة ا…في أيامنا هذه وفي زماننا هذا  تزايدت أعداد هولاء المنقذون بخروج آلاف الشباب بحثا عن عمل يسد رمق أسرة يطحنها غلاء وندرة دواء واساسيات وابجديات حياة… شبابنا صار حلمه بوابة المطار والسفر هرولة إلى خارج البلاد.. التي ضاقت بهم وضاقوا بها…وهذا الأمر ليس بجديد وان بات الأمر مستعرا وحمى السفر تسري كالهشيم… فمنذ مئات السنين  عمر بتشديد الميم السودانين  كل بلاد الدنيا  فتجد العلماء والعباقرة والأدباء والأطباء والمهندسين والصناع والعمال والزراع… عملوا بجد واجتهاد. واسهمو في. تطوير وبناء العديد من الدول ولكن  في وطنهم السودان فقد وقف حمار الشيخ عند العقبة.. سيقول أحدهم انه الاستهداف الخارجي والتآمر الدولي والعالمي على السودان وموارده… اظن ان التآمر الكبير والاستهداف الأعظم نحن من  صنعه  وان كان هناك تآمر فلأن الأرض هنا  خصبة والبيئة صالحة والمواد الخام متوفرة.

 

 

 

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

 

 

 

 

 

بصمة أخرى  من الأشياء الملاحظة جدا في المطار خروج القادمين لأخذ عربات نقل الأمتعة الفارغة والعودة مرة أخرى إلى الصالة حتى يتسنى لهم نقل امتعتهم.. لأن عدد العربات غير كافي فأعداد القادمين في تزايد وأعداد عربات نقل الأمتعة في تناقص…ليت كل مغترب يتبرع بعربة نقل امتعة حتى لا يتأخر القادمون.

 

 

 

 

 

 

بصمة أخرى : لفت نظري وقوف أعداد كبيرة من أصحاب عربات الأجرة الذين هم أيضا في لهفة لاستقبال القادمين عسى ولعل يظفر أحدهم  بزبون يغدغ عليه من مال الاغتراب..وتجد من يتعامل معهم بلطف وهم يمسكون بعربة الأمتعة.. وتجد من يتعامل معهم بغلظة وعنجهية وما أكثرهم ونقول أيها القادم المنتشي بفرحة الاغتراب تعامل بأدب مع الضعفاء والمضطرين الوقوف منذ الصباح الباكر لأكل لقمة حلال .

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى