السودان : تدفق كثيف لللاجئين وسط أزمات إقتصادية طاحنة
خاص : رام نيوز
عبرت مفوضية شؤون اللاجئين عن قلقها البالغ بارتفاع اعداد اللاجئين في السودان، في وقت يمر فيه السودان بظرف حرج وبالغ التعقيد تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية، في ذات الوقت الذي يقف فيه المجتمع الدولي متفرجا ، على اتساع الأزمة مكتفيا بوعود متكررة لدعم الحكومة لاتجد حظها من التفعيل والتنفيذ .
يعاني السودان من أزمة اقتصادية طاحنة ومعدلات تضخم تفوق 300٪ فيتشارك اللاجئين مع المجتمعات المضيفة كافة الخدمات على قلتها ومحدوديتها مما يتسبب في نقص الكثير من الاحتياجات الأساسية.
حميدتي يشير بحصر اللاجئين
وفي إطار هذه الازمة المتصاعدة اشار الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لمجلس السيادة بضرورة حصر اعداد اللاجئين بالسودان حتى تتمكن الدولة من الوقوف على ثوابت واقعية يمكن التعامل معها.
وتشير تقارير إعلامية ان الإثيوبيين ن في المرتبة الأولى من بين الجنسيات الأكثر لجوءا للسودان إذ تتراوح أعدادهم بين 3 إلى 4 ملايين، يليهم اللاجئون من جنوب السودان الذين يقدر عددهم بنحو 3 ملايين، وإضافة إلى الإثيوبيين والجنوبيين يحتضن السودان أعداد كبيرة من اللاجئين اليمنيين والسوريين.
ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد اليمنيين، لكن بعض التقديرات المستقلة تشير إلى أن عددهم وصل إلى أكثر من 700 ألف خلال السنوات الأربع الماضية، غادر عدد كبير منهم إلى أوروبا وبلدان أخرى.
ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا في العام 2011، وصل عدد السوريين القادمين إلى السودان إلى أكثر من 3 ملايين، غادر أكثر من ثلثيهم إلى وجهات مختلفة، سواء عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمات أخرى، أو بشكل مفرد، كما استخرج بعضهم جوازات ووثائق سودانية وخرجوا بها للبحث عن وضع أفضل، وبقي نحو 300 ألف سوري يقيمون حاليا في السودان، كعمال أو أصحاب أعمال صغيرة أو طلاب، أو مستثمرين.
ومع احجام المجتمع الدولي عن دعم السودان في هذه الازمة الإنسانية هدد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو في وقت سابق ، الولايات المتحدة وأوروبا بزيادة تدفق اللاجئين من السودان إذا لم تدعم الحكومة الجديدة ، وقال: “نظرًا لالتزامنا تجاه المجتمع الدولي والقانون، فإننا نحافظ على عدم تدفق اللاجئين. لكن إذا فتح السودان الحدود، فستحدث مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم”.
أوضاع عصيبة وفقر مدقع
يعيش اللاجئون في السودان في أكثر من 130 موقعاً في جميع أنحاء الولايات البالغ عددها 18 ولاية. ويعيش حوالي 70% خارج المخيمات في القرى والبلدات والتجمعات العشوائية. ويواجه غالبية اللاجئين وطالبي اللجوء في السودان مستويات عالية من الفقر، ومحدودية فرص الحصول على سبل العيش، ويتم استضافة بعضهم في أشد المناطق فقرا ، حيث تواجه المجتمعات المضيفة أيضاً صعوبات عدة من نقص في خدمات المياه والكهرباء وغاز الطبخ ، ويستفيد اللاجئون أحيانا كثيرة من الدعم السخي المقدم من المجتمعات المضيفة، إن الأزمة الاقتصادية المستمرة في السودان بسبب الأوضاع السياسية المعقدة زاد من تفاقمها وجود اللاجئين الكثيف في ظل موارد محلية شحيحة.