تحقيقات و تقارير

حاورتها ” رام نيوز ” الشاعرة بدرية : فزت بجائزة لكن خطفها احد منسوبي النظام البائد

حوار : رام نيوز

قالت الشاعرة بدريه حسن محمد صالح أن ثورة ديسمبر قسمت الشعراء الى فئتين ، فئه عظمى مؤيده لوأقليه غير مؤيده

واضافت “لرام نيوز ” ظهرت بعض القصائد من الفئه المؤيده في التلفزيون والصحف ودعت الشعراء الى الاسهام في التحول الديمقراطي من خلال قصائد تدعوا الى الإلتزام بالقانون وعدم إثارة الفوضى في الشارع

نص الحوار

*كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟
– كانت بدايتي مع الشعر بالإهتمام ببعض الأناشيد المدرسيه وبعض القصائد التي كنت أجدها في الصحف اليوميه وبعض المجلات كالرساله المصريه إذ أعجبتني فيها قصائد شتى نسيتها ولكني أذكر بعض الأبيات القليله منها على سبيل المثال.
ما الأرض ما الأفلاك ما سر السماء الرابضه
ما الموت ما الأغدار ما تلك المعاني الغامضه
وأبيات لا أذكر أين وجدتها وهي لشاعر فلسطيني
– قف قليلا وإستمع لي يا أخا في البشريه
خلني أروي لوجدانك ذكرى و وصيه
قبل عام النكبة السوداء في أرض الزكيه
كان لي في وطني الفاتن أيام نديه
كان أهلي قنعا بالعيش في أرض الأبيه
ثم ليلة ليلاء من عام البليه
يا أخي في الخير ناشدتك بسم البشريه
وطني نهري أنا أهلي ذويه
كلنا ندعوك للحق الذي يحمي القضيه
كن ضميرا يقظ النخوة عدل الأريحيه
و وداعا يا صديقي وسلام وتحيه ،
ومن الأبيات التي شدت إنتباهي أبيات أظنها للشاعر صلاح أحمد إبراهيم وهي
عيناك إذ تتألقان
عيناك من صور المحاسن آيتان
عيناك مثل صبيتين
عيناك أسعد لحظتين
عيناك أطهر بركتين من البراءه
هبطت ضياء ليستحمو بها
فألقى عند ضفتها رداءه
الفتنة العسليه السمراء
والأمل المصفى والهناءه
وهناك أغرق نفسه غرق الخيال
عيناك فوق تصوري
فوق إنفعال براءتي
فوق إنطلاق براعتي
*ماهي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين إتجاهاتك الأدبيه؟
– بالطبع الشعر موهبه وأهم هذه المواهب يوقظها تجلي قدرة الخالق عز وجل وما أنزله من القرءان والأحاديث النبويه والإعجاب ببعض الشخصيات السياسيه وما يجده الإنسان من الواقع الإجتماعي سوى كان هذا الوقع سلبي أو إيجابي
*ما هو تأثير ثورة ديسمبر على الساحه الشعريه؟
– ثورة ديسمبر قسمت الناس لفئتين فئه عظمى مؤيده للثوره وأقليه غير مؤيده وظهرت بعض القصائد من الفئه المؤيده في التلفزيون والصحف
*حدثنا عن أهم مشاركاتك الشعريه؟
– كانت أهم مشاركاتي في مسابقه أعدت للشعراء الشباب سنة 1974م وفزت بالجائزه السابعه ومسابقه كانت في ولاية كسلا لدواوين الشعراء وأخبروني بأن ديوان شعري كان الديوان الأول ولكن أدخل ديوان أحد منسوبي النظام البائد وتم إعطاءه الجائزه الأولى ومسابقه
كانت للإتحاد النسائي السوداني ، وأخبرني اللواء أبو قرون بأن قصيدتي كانت في المركز الأول ولكن تفاجأت بعدم وجود قصيدتي ضمن القصائد الفائزه وقصائد أرسلتها لجريدة الشرق الأوسط في السعوديه سنة 1985م نشرت منها أبيات فقط لطول القصائد
*هل لديك تعامل مع فنانين؟
– لا ليس لدي أي تواصل مع الفنانين حتى الان
* برأيك مالذي يحتاجه شعراء بلادي؟
– يحتاج شعراء بلادي لمسابقات تنشر في الصحف والمجلات والتلفزيون وسائل التواصل الإجتماعي وألا يكون هنالك أي تحيز سياسي لفئه اوشخص معين من المتاسبقين
* كيف يمكن ان يساهم الشعر في التحول الديقراطي بالسودان؟
– أولا ان يشاركوا في الدعوة الى الإلتزام بالقانون وعدم إثارة الفوضى في الشارع.
ثانيا الجنوح للسلميه في إبداء الرأي المعارض
ثالثا نشر الوعي السياسي لدى العامه
رابعا تجنب خطاب الكراهيه بين مكونات المجتمع
خامسا عقد مؤتمر دستوري جامع للتفاق حول نظام الحكم
*هل يجد الشعر النسائي حظه من الطرح والإهتمام؟
– لا يجد الشعر النسائي حظه من الطرح والإهتمام لتقصير الشاعرات أنفسهن بعدم طرح شعرهن للمجتمع إذ تستحي بعضهن من عرض الشعر العاطفي والقليل في ما عدا ذلك يعرض وينشر مثل شعر تماضر الخنساء في نعي أخيه صخر
يذكرني طلوع الشمس صخر
وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على أخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولا
ونائحة تنوح ليوم نحس
ومثال ﻷبيات من شعر فدوى توقان
أيها الأمطار قد ناداك قلب البشري
ذلك المغرم في الأوهام ذاك الشاعري
أغسليه أم تري حماه الأبدي
إنه مثلك يا أمطار دفاق ندي
وقصيدة الأستاذه في وصف مدينة كسلا
ربوع الشرق يا رمز الجمال
هناك الصيد يرتع في الجبال
وقصائد روضه الحاج وغيرهن ولكنه عرض قليل بمقارنته مع شعر الشعراء ، وأعلن إعجابي أيضا
بقصيدة غصن السلام الضائع للشاعره بدريه حسن محمد صالح
***
في بلادي
قد مضى الماضي بتاريخ يضاهي الكون
في كل زمان
مهد التاريخ أرض الأبرياء
معهد النور حضين الشهداء
صار غابا
مسكنا تأويه أسراب الضباع
في بلادي
حيث عصر العلم يجتاح الفضاء
رجع التاريخ خلصة للوراء
في القرون الماضيات
عندما كنا ذئاب جارحات
همنا الأكل ولو بالصفعات
نشرب الماء من المستنقعات
يصفع الأقوى أخاه حيث يرديه رفات
في بلادي
غابت البهجة عنها جف ينبوع الحنان
والقماري
كم بكت جور الزمان
والورود الباسمات
طأطأت أعناقها تبكي على أشلاء فان
هو ذياك الجمال
في بلادي
أصبح الفكر أسيرا وسط غاب
صار ذو القوى أميرا للضعاف
وغدا الأسلوب بطشا بالأكف الماجنات
ضاع نور الحق وسط الترهات
سكت المسلوب خوفا تحت أقدام الطغاة
فاز بالسبق الجنات
في بلادي
يكسب الجاني القضيه
ثم يلقي اللوم كل اللوم في رأس الضحيه
وجزاء الضعف جلاد عتي في بلادي
في بلادي
يقتل الشيب السلام
ويتوه الشاب في إدراك أبعاد الوئام
كلمة الصدق غباء وحرام
أي عرف ذا الذي صغناه في ذيل الزمان
ننشر الكيد ونستعصي الأمان
في بلادي
الكل في ركب الحيارى
تائها يمشي ولا يدري مآله
ليت ذاك الدهر قد غير من ذا الحال حاله
في بلادي
لثغة الأطفال يعقبها بكاء
وحديث الحب يتبعه جفاء
و وفاء الود بين الخل والخل هباء
ونبيل الخلق في الناس هراء
ذاك شرك
ذاك تضليل
هراء
في هراء
هم من التشريع في بعد الثريا للثرى
في بلادي
الحقد كالمرجل بين الأهل يغلي في الصدور
وبديل الوصل والألفة صد ونفور
وإذا ما رمت إصلاحا ترى حظك كيد ونفور
في بلادي
يطعم الميسور كلبه
ثم ينسى كيف هد الجوع خله
ورمى للموت طفله

في الخيام
في بلادي يزرع الزارع محصول بلاده
والحصاد المر داء للجهاده
و على زاوية في ذلك الكوخ الصغير
قرب مصباح فقير
ضوءه الباهت لا يجرو ينير الأرض حوله
سترى إن هبت الأنسام بغته
وعلا نور السراج
ذلك البائس تدمي صدره المكدود
نوبات السعال
لا جليس حوله إلا صغير حائر هزته
نكبات الليالي
يرقب الأب بدمع جف من طول البكاء
في بلادي
هجر الطير صداحه
وتناهى لي بعيد الفجر من قرب نواحه
مالي ﻷبن الأيك يحكي لي براحه
إنني مارمت في عمري بكاءه
ردد الطير حديثا ذا شجون حيث باح
أسأل الضيم فقد أبغض في الضيم رياحه
غصن الزيتون أذرته فأبغض رياحه

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب
اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى