
محمد طلب : يكتب ….
مفردة البوخة مأخوذة من التراث الشعبي وهي تتعلق بزينة المرأة لزوجها عند أهلنا في السودان…. وهي أمر يتعلق بالمتزوجات فقط
ونجد أن الشاعر الشيخ ود الرضى تناول هذه المفردة في أكثر من قصيدة وهذا أمر نعود له في مقال منفصل أن شاء الله
لكني هنا سوف اتناول هذه المفردة في قصيدة (ست البيت) فقط دون التطرق لأغنيات أخرى وردت بها هذه المفردة أو ما يشير إليها….. لكنها ضمن قاموس الشيخ ود الرضى الذي يحتاج لدراسة متأنيةَ
سبق وأن ذكرت لكم أن القصص المصاحبة لاغنيات الحقيبة معظمها (قصص مصنوعة ) وهذه وجهة نظر شخصية لها ما يبررها ربما نفرد لها مساحة خاصة و (ست البيت) مثلها مثل غيرها من أغاني الحقيبة تم نسج أكثر من قصة حولها (حسب اعتقادي) لا مجال لذكرها هنا
لكن الراجح عندي أن( ست البيت) عندما كتبها ود الرضى كتبها و كان يضع في رأسه (الزوجة المثالية) أو ما يجب أن تكون عليه الزوجة مستخدما خبرته كرجل متزوج و رابطاً ذلك بالبيئة التي عاش بها واعرافها وعاداتها وما يمكن أن تٌلام عليه الزوجة في ذلك المجتمع وتلك الأيام ولم يستثني من ذلك رؤيته الشخصية للامر خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات الحميمية بين الزوجين….. تتضح مثل هذه الرؤية في قوله:
ما قالت بقيت حبوبة
وتركت بوختا المحبوبة
وهنا إشارة واضحة أن الزوجات عندنا في السودان يهملن أزواجهن في العلاقات الحميمية ويتركن ما عودن عليه الأزواج في بدايات الحياة الزوجية وعندما يكبر الاولاد ربما يتركن أزواجهن تماما و لسنوات بحجة (الاولاد كبروا) وهذا موجود في ثقافتنا إلى يومنا هذا………ود الرضى كان سابقا وسباقا في طرق هذا الباب …. وذهب بعيدا عن (الاولاد كبروا) ووصل اة إلى الأحفاد والاسباط (بقيت حبوبة) في اشارة الى استمرارية هذه الحاجة وأهميتها في استقرار الحياة الزوجية
(وخلت بوختا المحبوبة) هنا نتوقف عند المحبوبة هل المقصود الزوجة نفسها اما انها صفة للبوخة نفسها…… اجد نفسي مع هذا الأخير اي ان البوخة نفسها شئ محبوب و ملازم لايفارق الزوجة وتعطيه عناية خاصة واهتمام منقطع النظير وتجد متعة في ذلك … ولا ينسى الشاعر أن يذكرنا بافاعيل هذه البوخة وأثرها الكبير على الرجل في أي عمر كان ولسنا بحاجة لشرح
لو جات من رياحا هبوبة
بتحيي عروقك المهبوبة
فالأمر واضح و(البوخة) كما يصفها ذات افاعيال سايكولجية وبايولوجية وفيزيائية بالنسبة للشريك…
اما قوله التالي
(حافظة لمتعتي وحافظاني
وحاوية من الأنوثة معاني)
فيوضح بشكل جلي التأثر الديني للشيخ ود الرضى وما درسه بالخلاوي
العجيب في الأمر أن ود الرضى في القصيدة كان في غاية الذكاء وسلامة الذوق في انه اتبع طريقة غريبة في وضع الأبيات الحسية أو المتعلقة بالجنس بطريقة تجعلها شبه مخفية حيث لم يجعلها متتالية وظاهرة بل اتبع (كسرها) بموضوع آخر
(مهما ابقى مر بالعاني) كسر بها (حاوية من الأنوثة معاني) ولم يسترسل
(طاعمة وناعمة أن مسيتا) كسرها ب (تشكر فضلي كل ما كسيتا) وتوقف
بطريقة لاتجعل المستمع العادي يفطن وربما يعتقد أنه تطرق للمسائل الحسية مرة واحدة فقط بينما جزء كبير من الأغنية تطرق لهذا الأمر لأنه يمثل عمودا فقرياً في موضوع الزواج
ست البيت تحتاج لمساحات واسعة من النقاش وما اكتبه ربما يفتح جبهات يصعب مجابهتها بذات الاريحية واعلم أن هذا الأمر سوف يجلب كثير من المتاعب لكني لم اخرج إطلاقا عما ورد بالاغنية.. وان رأيتم غير ذلك…. و (ست البيت بريدا براااها ترتاح روحي كل ما اطراااها)
سلام