مقالات

خالد خلف القضبان عبدالشكور حسن أحمد… المحامى

*(قصة من دفتر ضابط جنايات)*

 

*قال خالد للمتحرى*

*((والدي يعمل في تجارة* *مواد البناء ..كنت ساعده الأيمن- في نظره او كان* *يتمني ذلك -لأنه طيب القلب وحسن السيرة والسريرة..*

.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

*أنا الأكبر في الأبناء، لدي من الاخوة أربع بنات و(علي) ثم (محمود) آخر العنقود… كسب والدي من التجارة تكاد ترفع مستوي المعيشة فوق حد الكفاف قليلا .معظم دخل الاسرة يذهب للتعليم و الجامعات*

 

*.لم اهتم باسرتي . همي الأكبر الأصدقاء وصحبة السوء والمنكرات فقط*

 

*اصحابى من طبقات مختلفة لكني اقنعت الجميع انني ابن الطبقة الثرية اصرف علي المجموعة من دكان والدي ..*

 

*أجمع كل ريع المحل اخدع والدى أن العمل علي مايرام*

 

*وصلت مرحلة بعيدة من الخداع والغش للطرفين لوالدي الذي اعتقد نجاح أبنه ونجاح أعماله ..وأصدقائى الذين يعتقدون ويعيشون علي صرف من لايخشي الفقر.. أنا ابن تاجر كبير…*

 

*دائما اقول لنفسي( اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب) جمعت مبلغا من (مغلق) والدي لشراء عربة العمر نقص قليل من المال.. قمت بسرقة عربة والدي وزورت اوارقها وبعتها بنصف قيمتها.. اشريت عربة جديدة( اخر موديل) حتي لا ينتبه والدي للأمر سجلت العربة بإسم صديق العمر ( سامر) ….*

*صرت مع اصدقائي دائم السهر وكلها ليالي حمراء بصحبة( سهي)و (رشا) و(شذي) و الليالي تحتاج لمزيد من المال.. إنهار (المتجر) خرج والدي من السوق، لكنه لم يحملني نتيجة الفشل فكان قوي الإيمان بالله وعزى أسباب الخسارة للحالة الاقتصادية للبلد*

 

*..كتبت عشرات الصكوك الآجلة* *( شيكات )لاصحاب الثراء الحرام (تجار الكسر) لآجال طويلة قبضت المال بعد كسر البضاعة و الصكوك* *تخص والدي ..*

*صرفت المال علي الليالي الحرام ..*

*بعد حين ظهرت المطالبات في السوق.. صكا بعد صك. تم القبض علي والدي واقتيد الي قسم الشرطة تحت المادة ( ١٧٩ ) ق ج*

 

*…ذهبت مع والدتي و(سامر) صديقي لزيارة والدي القابع فى الحراسة*

 

*فى الطريق أحسست لاول مرة بعاطفة جياشة تجاه ذاك الرجل الذي أفني عمره من أجلنا*

 

*،لايمتلك من حطام الدنيا شئيا ،حتي داخل البيت لايمتلك دولابا ولا ملابس خاصة به كل تلك الملابس الجميلة* *والأخذية وماسواها تخصنا نحن أبناؤه…*

*لأول مرة أشعر بشي يؤلمني في قلبي….*

 

*عندما سرقت عربته كان يتصبب عرقا ويلهث من صعوبة المواصلات وكل من يساله يقول ( قدر الله ماشاء فعل) …للمرة الاولي أشعر بحنين جارف تجاه ذاك الرجل الملاكى الذي صعد الجميع علي كتفه حتي صرنا رجالا ونساء مااشتكي ولا تشكي… ياله من رجل طيب عطوف*

 

*لم أكن أعلم انه يحترق ليضئ طريقنا.. ويضحي بنفسه لحياتنا ..عند وصولنا لقسم الشرطة وجدت والدي خلف القضبان هزيلا نحيلا شاحبا يوحي اليك بنهايته ..قلت له( انا السبب.. انا كتبت كل تلك الصكوك ..ياابي نعم انا كتبتها وسوف اتحمل المسئولية )*

 

*جاء رده كالرصاص في صدري ( لا ياإبني انت خسرت كل المال لترفع الاسرة،، نحن من أثقل عليك،،، ففشلك في التجارة لا تعني دخولك السجن،،، فأنا السبب تركتك وحيدا مع تماسيح السوق ….أنا سوف أقر بانني كاتب الصكوك) ماهذا الرجل ….! انه لم يفقد الثقة ابدا في إبنه*

 

*تحدثت مع (سامر) لبيع عربتي التي في اسمه*

 

*جاء رده ايضا كالرصاص (لن اعطيك العربة انها عربتي ووالدي اذا علم بذلك لن يقبل ) قبل ان استوعب الصدمة… غادر (سامر ) قسم* *الشرطة..تركني مع والدتي اتجرع السم الزعاف*….

 

*والدي بين القضبان واخوتي هناك في الدار زغب الحواصل لا ماء ولا طعام ..عرفت الفرق بين الصالح والطالح لكن بعد فوات الأوان* ..

 

*بعدها ياسعادتك ذهبت الي المنزل وجدت المنزل في حالة ضنكي* *اخبرتني شقيقتي ان هنالك رجال من الشرطة داخل غرفتي… دخلت الغرفة اعتراني* *ذهول .عثرت الشرطة علي لفائف المخدرات داخل حقيبتي نعم انا مروج للمخدرات* ….

 

*سجلت اقرارا قضائيا بانها حقيبتي وانا اتعاطي كل انواع المخدرات واتاجر فيها ايضا ..لكن عقلي وقلبي مع والدي* ….

 

*انتهى التحرى*

*ولم يحفل الشرطي الحرس لقوله قدم* *للمحاكمة تحت قانون مكافحة المخدرات والموثرات العقلية* *وحكمت عليه المحكمة بعشر سنوات وضعت القيود في معصمه* *وأرجله وادخل السجن ليقضي بها تلك العشرة* *العجاف )) قصة واقعية تابعت فصولها انه الشاب (خالد )حكم عليه بالسجن رأيته في المقابر يواري جثمان والده الثري ويرسل الآهات مرارا والدمعات تكرارا وبطابع الندم* ..

 

*المخدرات طاعون العصر وسرطان المجتمع… كان (خالد) مكبلا بالحديد في عزاء والده صورة تحكي مأساة شاب غض جميل المحيا ضاع بين براثن المخدرات وليالى الدمار* …….

*(من دفتر ضابط جنايات )*

*والله المستعان*

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى