رئيس تحرير صحيفة التيار : احزاب الحرية والتغيير مسؤولة مثل المكون العسكري عن الوضع الحالي
الخرطوم : رام نيوز
أجمع المتحدثون في برنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق على ان الحكومة ستمدد لبعثة الأمم المتحدة يونيتامس حتى تكمل المهام المؤكلة لها في عملية الانتقال السياسي .
وقال الاستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار ان البعثة الاممية مهمتها دعم الانتقال السياسي في السودان وكانت تسير في ذلك حتى جاء انقلاب 25 اكتوبر الذي وضع البلاد في وضع استثنائي وغير طبيعي وغير دستوري وانتقل عمل البعثة الى مجال ايجاد حل للأزمة السياسية الجديدة التي شلت البلاد بصورة كاملة واشار الاستاذ عثمان ميرغني في (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق الى انه لم يكن هناك اعتراض عند قدوم هذه البعثة حتى من المكون العسكري ذات نفسه مبينا ان اضافة الايقاد والاتحاد الافريفي للبعثة وتكوين الآلية الثلاثية هي عملية افتعلتها الحكومة لايقاف عمل اليونيتامس وهو استخدام ذكي للآليات الاقليمية لايقاف عمل البعثة وتحويل مهامها وتعطيل عملها ، وانتقد الاستاذ عثمان ميرغني سياسة الحكومة الحالية في العلاقات الخارجية وقال انها نفس سياسات ولغة النظام السابق وهي حشد حيثيات ليس لها أساس وبناء عليها تتخذ مواقف ضد المجتمع الدولي مشيرا الى ان يونيتامس ليست فولكر وحده هي بعثة خلفها 192 دولة وقال ميرغني ان العلة الاساسية حاليا هي ليست البعثة وانما السياسة الخارجية للسودان التي وصفها بالعمياء وتعبر فقط عن فكر شخص او شخصين ، وانتقد الاستاذ عثمان ميرغني احزاب الحرية والتغيير وقال انهم مسؤولون تماما مثل المكون العسكري عن الوضع الذي يشهده السودان حاليا وان قيادات الحرية والتغيير لم يكونوا فاعلين في المشهد وكل افعالهم مبنية على رد فعل العسكريين وقال ليس هنالك تصور للقوى السياسية وماجاهزين حتى لو انتهي الانقلاب اليوم والشعب السوداني ازاح نظام البشير بكل قوته وجبروته وسلمه للقوى السياسية التي لم تحافظ على انجاز الشعب السوداني واعادته للعسكر مرة أخرى مشيرا الى ان التدبير للانقلاب استمر شهرين كاملين والقوى السياسية تتفرج وحتى يوم الانقلاب تم اعتقال قادة الحكومة السابقة من غرف النوم وليس المكاتب ولا الشارع للدفاع عن سلطة الشعب التي انتزعها بالقوة وقال ان الحرية والتغيير الان وصلت المتحور الثالث من الانقسامات والانشقاقات مطالبا الحرية والتغيير المجلس المركزي اعلان وترشيح إسم شخصية لمجلس الوزراء وتكوين حكومة ظل وتقدمها للشعب السوداني اذا ارادت انهاء الانقلاب ليعرف المواطن انه يموت في الشارع في سبيل حل .
وأشار الاستاذ هاني الحاج الباحث في مجال المنظمات الدولية الى أن بعثة يونيتامس جاءت للسودان بطلب من رئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك الذي قدم طلبا تحت البند السادس لتكون بعثة سياسية اقتصادية فنية وليست عسكرية مبينا ان مجلس الامن اصدر القرار رقم 2524 بارسال بعثة الامم المتحدة للسودان للمساعدة في الانتقال السياسي وأشار هاني في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن البعثة لها مهام محددة تتمثل في إنجاح الفترة الإنتقالية والتحول الديموقراطي وتحقيق التنمية والسلام وقال ان بعثة يونيتامس ليست معنية بدفع مبالغ مالية للدول وانما حشد المؤسسات المالية الدولية والمانحين لدعم الاقتصاد في السودان مشيرا الى ان المساعدات المالية التي قدمت للسودان كانت قبل قدوم بعثة يونيتامس وتوقع التجديد لبعثة اليونيتامس لأن وجودها مهم جدا وتدعم السودان سياسيا واقتصاديا ولايمكن طردها .
وقال الخبير الاستراتيجي د.محي الدين محمد محي الدين أن مهمة اليونيتامس الاساسية هي مساعدة السودانيين في عملية الانتقال الديموقراطي مشيرا الى ان المساعدة تكون بالحياد وأوضح في (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن البعثة انغمست في المشهد السوداني واصبحت كأنها جزء منه وقال أن البعثة ما أشتغلت حاجة وقصرت في مهامها واتخذت موقف متماهي مع الحرية والتغيير في اقصاء جزء من المجتمع السوداني من عملية الحوار وحتى في حالة الاستقرار التي كانت تعيشها البلاد لم تنجز شئ ولم تحشد الدعم لعملية الانتقال والترتيب للتحول الديموقراطي وخرج ضدها قطاع كبير من الشعب السوداني في مظاهرات منتقدا مصطلح اصحاب المصلحة الذي اطلقه فولكر بيترس رئيس البعثة وقال محي الدين ان كل السودانيين اصحاب مصلحة في التحول الديموقراطي مؤكدا ان البعثة غير محايدة والموقف ضدها ليس من المكون العسكري وحده هنالك قوى سياسية لديها مواقف ضد البعثة الأممية يونيتامس ، موضحا ان الاقصاء زاد من أمد وأجل الفترة الإنتقالية ، وقال محي الدين ان ماتقوم به الحكومة الان هو تصحيح مسار بعثة يونيتامس وتغيير طريقة تعاطي السيد فولكر مع الأحداث وغير مطروح مسألة طردها من البلاد مشيرا الى أن الحوار الآن من اجل تكون حكومة كفاءات مستقلة وقال ان حكومة حمدوك السابقة كانت مثقلة بالحمولة السياسية التي قيدت عملها وكانت تريد ان تعمل اجراءات وتغييرات جزرية بدون تفويض ومارست اقصاء كبير مطالبا المجتمع الدولي بأن يكون محايدا اذا اراد مساعدة السودان والسودانيين ، واوضح ان عدد من كوادر الحرية والتغيير والحكومة السابقة يعملون داخل بعثة يونيتامس وظهر ذلك في تقرير البعثة غير الموضوعي وحوى كثير من المغالطات بإعتراف السيد فولكر وهذا دليل واضح بأن بعثة يونيتامس مسيسة وغير مهنية واشارت الى حالات اغتصابات غير موثقة وهنالك تدليس في التقرير الذي قدمه فولكر بيترس .
وقال الاستاذ شريف محمد عثمان الامين السياسي لحزب المؤتمر السوداني أن بعثة يونيتامس قابلت عدد كبير من قطاعات الشعب السوداني حتى الادارات الأهلية والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب لجمع مشتركات حول تصور السودانيين لاستعادة مسار التحول الديموقراطي بعد انقلاب 25 أكتوبر والتوصيف بأن البعثة انتقائية هذا توصيف غير صحيح وأشار شريف في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الذين خرجوا في مظاهرات ضد البعثة هم فلول النظام البائد والداعمين لانقلاب 25 أكتوبر وهي مسيرات مدفوعة وقال ان الجدل الحالي هو بغرض اضعاف دور وعمل البعثة الأممية للتاثير على قراراتها وقال شريف ان محاولات طرد بعثة اليونيتامس سيدخل البلاد في أهوال مؤكدا ان البعثة قدمت مساعدات مالية للسودان مشيرا الى انقلاب 25 اكتوبر ادخل البلاد في مأزق كبير بعد ان كانت قطعة الخبز بخمسة جنيهات وخمسة دولار لكل مواطن وذلك لوجود الدعم الاقتصادي المقدم من المجتمع الدولي لكن انقلاب 25 اكتوبر اوقف كل ذلك وتضرر منه قطاعات واسعة من الشعب السوداني وسيغطس حجر السودان ويدخله في عزلة دولية واصفا انقلاب 25 اكتوبر بالفاشل والبعثة جاءت لاخراج العسكر من الحفرة التي سقطوا فيها بسبب الانقلاب ولتساهم في تقريب وجهات النظر والجلوس للحوار حتى الوصول لتحول ديموقراطي وقال شريف انهم في حزب المؤتمر السوداني راضين عن عمل البعثة وهي اتت لمساعدة الشعب السوداني ، وانتقد الامين السياسي لحزب المؤتمر السوداني ردة فعل الحكومة حول الانتهاكات والاغتصابات الواردة في تقرير اليونيتامس وقال انها ممنهجة وموثقة والحكومة الحالية بتكذب والحكومة البتكذب قادرة انها تفعل أي شئ ويجب الاعتراف بهذه الجرائم ، وعن موقف قوى الحرية والتغيير من الحوار مع الآلية الثلاثية قال الاستاذ شريف محمد عثمان أن نسبة كبيرة من السودانيين يريدون حكومة مدنية وتحول ديموقراطي لكن هنالك قوى ضد الثورة وتعتبر ماحدث ف 25 اكتوبر تصحيح مسار واعترف شريف بالتقصير في فترة حكم الحرية والتغيير وقال انها تحل عبر الحوار بين المكونات المدنية مبينا ان المؤيدين لانقلاب 25 اكتوبر لايردون التحول الديموقراطي مؤكدا ان حوار الآلية الثلاثية سينهي انقلاب 25 اكتوبر .