كما وعدتك عزيزي القارئ بعيدا عن(يللا نغني) وموضوعها السابق( الدلال) والذي ذكرني باصطلاح كثيف الاستخدام في الاغاني الشعبية واغاني البنات والحماس علي وجه الخصوص وهو (البلال) وكما تلاحظ( حرف واحد بيفرق) ودعوني ادلف للموضوع الذي لايخلو من بعض السخرية (الكويسة) و ابدأ بالمغنية التي نسبت (البلال) لنفسها بياء النسب ( فدقت دلوكتها) وغنت :-
*تعال لي يا البلال*
*تعال لي يالحنان*
*تعال لي وتعال*
و(ملف) البلال و(البل) يحتاج للبحث والتنقيب الا انني اظن هتاف *( الحل في البل)* لم يجد طريقه للتنفيذ حتي نعرف ما هو( البل) ومن هو( البلال) الذي جعلنا نغني علي انغام الدليب
*البلال بلال يا بلالي انا*
*دخري الحوبة سار يا بلالي انا*
ياتري هل( سار) فعلاً و(دخل) ام انه يحتاج (لمسيرة) جديدة( بإطار) مختلف
يا تري من هو البلال؟؟؟
و ماذا( بل) وكيف كان( البل) حتي اصبح بلالاً؟؟؟ وما هو موقفنا من المبلول غنائياً او سياسياً او اجتماعياً اما *(الحل في البل)* فهي جملة (اسمية) وليس (فعلية) توضح من هو الفاعل ومن هو المبلول عفواً اقصد المفعول او المفعول لاجله ؟؟؟
لكنها تؤكد بشكل جازم انه هو( الحل) والي اليوم لم نر بالاً ولا مبلولاً ولا حلاً ولا محلولاً
اسم( بلال) النكرة او (البلال) المعرف بالف واللام منتشر عندنا بكثرة حمله اعلام في المجتمع و لكن للامانة لا اعرف مدلولاته وللحقيقة في وقتما سميت احد ابنائي عندما كان صغيراً ساخراً ( البلال) لانه لم يترك شئياً الا و(بلااااهو) بلاً (مبااااالغة)
كما لاشك اننا نترنم كثيرا ونطرب لكل اغنية (بلالية)
و اصطلاح (البلال) لاشك كناية عن شئ جيد ومطلوب ومحبذ (لا اعلمه) حقاً ولكن
اصطلاح (البلال ) غالبا يرتبط بنداء او استغاثة او فرحة (انثوية ) وكما لدينا (بلال) واحتراماً لحقوق المرأة والمساواة فهناك ايضاً (بلالة) حتي لاينفرد الرجال بالبل رغم قولهن اي(البلالات)
*بلال تزورني مرة*
*انا يا بلال زورني مرة*
فما قولكم في (البلال) او حتي (البلالة) ؟؟؟؟
وتحضرني هنا طرفة …. عندما كنت صغيراً وفي احد المناسبات سمعت مجموعة من البنات يغنين
*هل لي هلال وظهر و(بان لي) الليلة*
كنت اسمع الاغنية وافسر ما بين القوسين علي حسب انتفاخ المثانة عندي نتيجة لكمية البيبسي التي شربتها في ذاك اليوم
عموماً تعالوا معي الي مدخل اخر ربما اجد ما يشفي غليلي او حتي لا نكون مثل (يللا نغني) وبس نغني ساااي…..
*بلالي بلالي بلالي يا السادة وا ناري*
*بلالي و الزول شبيه الصيد*
*بلالي السادة يا ابوحميد*
رغم انو (السادة يا ابوحميد) دي عجبتني شديد) الا انني اقف مكتوف الايدي امام تقاطعات العامية السودانية مع العربية الفصيحة
والغريب في الامر ان هذه الاشياء لم تجد الانتباه من العامة ولا البحث المطلوب من الخاصة او ناس( يللا نغني)
نعود (لبلالي ) رغم انها كثيفة في الغناء الشعبي الا اننا نقف مشدوهين اذا سُئلنا عن المعني وما المقصود ونحن نردد:-
*(تعال لي يالبلال وتعال لي يا الحنان )*
(كدي سيبنا من البلال) بالرغم من ان اسم (بلال ) موجود عندنا بكثرة وخلينا في (السادة ) فالفصيح منها جمع (سيد)والسيد من يسود في قومه اما (السادة ) في الدارجة و الاغاني فهو ما لا يخالطه (شلخ) وتسود طبيعة بشرته ولونها وملمسها وهو تقاطع للمعني العربي الفصيح وهي في اغنية البنات اعلاه تعادل الغزل الصريح للجاغريو في محبوبته (السادة) قائلاِ
*ياالساده المينــــــــــــــي* *بالريده كلمينــــــــــــــي*
*ياالساده بكل صــــــراح* *من نظرتك انا عقلي الراح*
*فيك بعشق الانشـــــراح* *شفي قلبي بعد الجــــــراح*
وهذا يعني ان( السادة) من الرجال او النساء تم ترجيحه في وقتما علي( المشلخين والمشلخات) مما يعني ان الاغنية السودانية كان لها دور في محاربة (الشلوخ) بعد ان كانت لها (السيادة) اي للشلوخ و لوقت طويل يشبه (السيادة) التي عليها نحن الان
اما (السادة) فنجدها ايضاً في (الشاي السادة) و هو ما لم يخالط الماء فيه غير الشاي الحب
اردت الاشارة الي ان الفصيح من اللغة في المبني او المعني يمر علينا دون ان ننتبه اليه و(نغني ساااي) واليكم هذه النكتة
يقال ان سيدة سالت احدهم وهي تريد اللحاق (بالبنطون ) علي الشاطئ قائلة (يا ولدي البنطون بالفا) فرد عليها ساخرا (يا حاجة بنطون بالباء ما بالفاء)
ولكن المتأمل لقول الله تعالي {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}
وهو نفس المعني المستخدم في عاميتنا السودانية ونفس المعني الذي ارادته تلك السيدة
باختصار هناك معانٍ فصيحة اصيلة وقرانية نسخر منها وهناك الفاظ تقابلنا بشكل يومي نرددها ولا ندري معانيها وربما نستخدمها اصطلاحا
وموضوع اللغة موضوع كبير ليس لي به علم يكفي ولكن دعونا نبحث……… وقبل هذا كله ابحثوا عن *(بلالي يعني شنو) ؟؟؟*
والي ذلك الحين دعونا مع
*السادة الفي الاطاري*
*و يا السادة وااا ناري*
سلام
محمد طلب