*(ام شانق) والشرطة والاجلاء
*(ام شانق) والشرطة والاجلاء*
ربما يبدو العنوان غريباً لكن التفاصيل سوف توضح ان العلاقة بين ام شانق والشرطة و عمليات الاجلاء التي تعد من مهام الشرطة في حالات الخطر المتوقع او بعده علاقة تتجاوز حرف (الشين) كثيراً وتوضح علاقة امتداد العلاقات البشرية وتوسعها من حالة فردية لتشمل اجيال واجيال ( والنفس الواحدة) تصنع التغيير والامتداد الطبيعي لاستمرار الحياة
بحثت في القران الكريم عن (نفس واحدة) فوجدتها (حسب بحثي) وردت في القران بخمس مواضع
اولها في سورة النساء بايتها الاولي ثم سورة الانعام (الاية 98) وسورة الاعراف (الاية 189) ثم سورة لقمان والزمر في (الايات 28 و 6) علي التوالي و اربعة مواضع من الخمسة وردت عبارة (نفس واحدة) مسبوقة بحرف الجر ( من) ومرتبطة بالخلق وكيفيته وفي مرة واحدة فقط بسورة لقمان بالاية رقم (82) مسبوقة بحرف الجر( الكاف) ومرتبطة بالخلق والبعث معاً وهذا باب للتأمل نتركه للقراء المأملين…
كنت ومازلت عند رأيي الواضح الصريح والذي صرحت به كثيراً لكنه لم يعجب الاهل بالعيلفون و اوسعوه نقداً سالباً بل ان البعض اعتبره دعوة باطلة ويجب ان تحارب لانها تدل علي عدم المحبة للعيلفون واهلها… سبحان الله الان وفي ظل اجتياح العيلفون في الخامس من اكتوبر الماضي واستباحتها وتشريد اهلها في الوديان والبوادي و كم من منادٍ للعودة يرد صوته الصدي وهو من ذات الفئة التي حاربت رأيي سابقاً مع مجموعات تسهيل الزواج الكيزانية الخاوية من المفاهيم الصحيحة للدين والزواج.. وما اسهل الزواج لو يعلمون و الذي جعله المجتمع في حوجة للتسهيل … لقد كانت دعوتي التي حوربت حرباً ضروساً هي الا يتزوج ابناء العيلفون من بناتها والعكس… وهي دعوة تتماشي مع قوله تعاليفي (الاية 13) من سورة الحجرات (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)
لتعارفوا وليس لتقاتلوا والتعارف هو بداية الاعمار في الارض والتقاتل هو تدمير ما تم اعماره وكل من يعمل علي اشعال نار الحرب والفتنة بين القبائل فهو بعيد كل البعد عن الاسلام دين السماحة ودين كل الانبياء
لقد كانت دعوتنا للتزاوج من خارج الاهل او المنطقة والقبيلة دعوة فطرية ضد الدعوات الفطيرة حتي قبل ان نتامل هذه الايات وقبل ان تعركنا التجارب
الان التجربة اثبتت ان الذين شذوا عن قاعدة في العيلفون الحالية وتزوجوا من خارجها اضحت بيوت اصهارهم اليوم هي الملتجاء الامن لاهل العيلفون
من تلك المناطق (ام شانق) التي يقطنها الان عدد كبير جداً من الاسر العيلفونية المشردة وكل ذلك نتج عن فعل فرد واحد في زمن سالف وزيجة مباركة لجدنا (يوسف حاج علي العاص منصور) والذي قدِم جده من شمال السودان واستوطن العيلفون وهم الان اسرة كبيرة جدا بالخليط العيلفوني الراقي والذي كسب هذا الرقي من تداخل القبائل السودانية تحت راية الاب (ابن الارباب) القادم ايضاً من رحلة طويلة عبر الاجداد و(النفس الواحدة) الي ان وصولنا الي مجتمعنا الحالي وعيلفوننا المجتاحة
التحية والتقدير وكثير الاحترام لاهلنا (بام شانق) التي تحتضن جزء كبير من الاهل والاحباب وعلي وجه الخصوص (فريق وراء) الموازي للنيل الازرق بالعيلفون ممايدل عظمة ذلك الحي وعراقة اهله وقِدمهم بالعيلفون من قبائلهم المختلفة والتي اصبحت قبيلتهم هي العيلفون
والان اوضح لكم ما اعتقد انه بداية العلاقة بين (ام شانق) والعيلفون والقاسم المشترك بينها الشرطة جمعت زمالة وصداقة بين جدنا المرحوم
(يوسف حاج علي العاص منصور(العيلفون)) و قسم البارئ من (ام شانق)
حيث كانا يعملان في شرطةالسودان بمدينة الروصيرص وكان لقسم البارئ بنت اخت اسمها ماريا محمد نور حاج أحمد(امنة/العيلفون) ، زوجها لصديقه (يوسف حاج علي العاص) وانجبت منه اعلام من خيرة اهل العيلفون منهم مدير الشرطة الاسبق (عثمان يوسف حاج علي) والذي خلف الرائد شرطة معاش (الطيب عثمان يوسف) امين عام لجنة ازالة التمكين الذي شردته حكومة الانقاذ وقبله اقالت والده مدير عام الشرطة العصي علي الترويض والتدجين والذي تزوج ايضاً خارج العيلفون وانجبت له زوجه النجباء من الابناء..
جدنا يوسف علي حتى يعزز الصداقة بينه وبين قسم البارئ زميله وصديقه زوجه الاخير بنت اخته وانجبوا افذاذ في مجالات متعددة علي نطاق السودان في التربية والتعليم والاقتصاد والبنوك والزراعة والقانون والاستراتيجية والشرطة وووو
والان الفريق شرطة كمال حسن(ام شانق) تزوج من (اعتدال المحسي) من ذات نسل الشرطي( يوسف حاج علي) وكمال من ذات نسل (ماريا) …
اما الشرطة في ايام هذه الحرب تخلت عن اجلاء مواطنيها ومهامها الاساسية من حفظ الامن و تحقيق شعار عين ساهرة و يد امينة وكان ذلك (بفعل فاعل) فلجاء اهلنا بانفسهم الي علاقات الشرطة القديمة لتنشط علاقات جديدة وزيحات جديدة فقد سعدنا جداً بخطوبة الاخ اسامة عثمان عبدالله من احدي حسان ام شانق بعد استقراره هناك بايام الحرب هذه نسال الله ان يتمم بخير وهذه واحدة من محاسن هذه الحرابة ان كان للحرب محاسن
ام شانق قرية في شمال شرق الجزيرة تبعد 36 كيلو عن مدني عاصمة ولاية الجزيرة و سكانها جعليين ورفاعين و كواهلة وبطاحين وخليط من قبائل السودان الذي اشعلوا فيه نار القبلية وعصبيتها ولا يريدون لها ان تنطفئ
ختاماً ما قلته ساظل اردده ما حييت عن اهمية زواج اهل العيلفون او غيرها من غير مناطقهم وقبائلهم وقد اوضحت لنا هذه الحرب اهمية هذا الامر وقد احتمت عشرات الاسر وجيرانها بالاصهار في مختلف بقاع السودان.. كما اتمني ان تكتبوا لنا عن تجاربكم في القري والمدن التي احتميتم بها وكان النسب الذي لم يكن مقبولاً في بداياته و(فتح الخشم) واعلموا ان اجدادنا كانوا احسن ادراكاً بفطرتهم السليمة…. و اخيراً خلوا (الكوتات) يدخلوا الفورمة بكثافة فكلكم ( كوتات) ايها (العلافنة)
سلام
محمد طلب