ثورة ديسمبر الأخطاء والتصحيح (4-4) هل الحكومة الحالية مستقلة وماهي فرص نجاحها؟!
رام نيوز
بقلم : بكري المدني
بعد طول إنتظار أعلن السيد رئيس المجلس السيادي فريق أول عبدالفتاح البرهان عن الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك والحقيقة أن السبد البرهان قام بترفيع وكلاء الوزارات بما يشبه التكليف لإدارة ما تبقى من فترة انتقالية هذا ان لم يجد جديد يعصف بالقديم كله ! عند إعلان أسماء الوزراء الجدد طفق الكل يبحث عن انتماءاتهم السياسية ولقد زعم البعض بإنتماء بعض منهم فعلا لبعض الأحزاب السياسية ولكن من خلال متابعتنا للعمل العام والحزبي تحديدا لم نلحظ من بين الوزراء الجدد من له انتماء حزبي واضح ومعلن وطبعا هذا لا يمنع الإنتماء العام للتيارات السياسية مثل ان يكون الشخص سلفي النهج أو انصاري الهوية -تقدمي أو حتى إسلامي في التاريخ القريب لم يكن أعضاء حكومة ثورة اكتوبر مثلا ولا فترة حكم المشير سوار الذهب بلا انتماءات للتيارات العريضة مثل الختمية والأنصار -اليساريين أو القوميين ولكنها انتماءات أقرب للهوية الثقافية منها للالتزام التنظيمي المحدد ومن المستحيل ان يكون هناك شخص خارج بالكلية عن الانتماء لأي تيار عام .
ان يختلف الناس حول هوية بعض وزراء الحكومة الحالية وبما يعني عدم الجزم بالانتماء الصريح لأي حزب أعتقد ان ذلك توفيق في الإختيار يوافق متطلبات المرحلة كما ان إختيار وزراء من ذات الوزارة عن طريق التصعيد مسألة جيدة فالمصعد يكون على إلمام كبير بملفات الوزارة ومطلوباتها قياسا على تصنيف الحكومة الجديدة بالاستقلال وعلى ميزة الوكلاء الذين أصبحوا وزراء تكون الحكومة الجديدة قد حصلت على اول معطيات النجاح ولكن تبقى التحديات والمهددات ماثلة وقابلة لأن تسقطها هي الأخرى أو تأتي بغيرها ومن تحديات ومهددات المرحلة الحالية تسخين قوى الحرية والتغيير واليسار تحديدا للشارع بعد ان فقدت هذه القوى السلطة بدعوة ان ما جرى في 25 اكتوبر انقلاب على الشرعية وخرق للوثيقة الدستورية ! من التحديات أيضا التعقيدات المتزايدة في معاش الناس وخدماتهم واضطرار الحكومة الحالية للسير على نهج رفع الدعم وهو الأمر الذي يشكل ضغطا رهيبا على المواطن ويدفعه للخروج على الحكومة كما هو حادث اليوم في بعض المناطق ويجد بالضرورة استغلالا من القوى السياسية التى فقدت السلطة ان اصرار الشباب على الخروج في مظاهرات متصلة بهدف إسقاط سلطة فريق أول عبدالفتاح البرهان بوجهها العسكري وتكاثف الأثمان الباهظة وسط الشباب والقوات النظامية معا والذي يتمثل في سقوط الشهداء من الطرفين وتعدد الإصابات عند كل مظاهرة وبشكل تصاعدى لا يهدد الحكومة بالسقوط فقط ولكنه مؤشر على احتمال سقوط الدولة كلها وذلك العداء الذي أصبح سافرا بين الطرفين وارتفاع سقف المطالب بالحديث عن تسليم السلطة للمدنيين دون تحديد أجسام او الاتفاق حولها الشيء الذي يعني -حتى في نجاح السلطة الحالية -استمرار الاختلاف حول السلطة القادمة إذا ومن خلال إصرار شباب الثورة على (ركوب الرأس )أمام السلطة القائمة وبإضافة تحديات المعاش والخدمات المذكورة والذي يجعل من جنرال الإقتصاد خطرا ماثلا تحتاج النسخة الثالثة من حكومة الفترة الإنتقالية بل تحتاج الدولة السودانية نفسها الى معجزة ليس للعبور فقط ولكن للبقاء أيضا فهل تتحق المعجزة أم ان حكومات ثورة ديسمبر بأخطائها الكبيرة تحمل بين إحشائها فناء السودان؟!