كسر التحيز
بقلم: مؤسس ورئيس المنظمة السودانية للسلام والتنمية المستدامة بلا حدود، انتصار داوؤد.
يوم المرأة العالمي او الدولي هو يوم يتم فيه الاحتفال في 8 مارس /آزار من كل عام، حيث يقدم هذا اليوم العديد من الدلائل التي تبين الإحترام والتقدير للمرأة، وهي الأم والزوجة والأخت…، يشير هذا اليوم إلى ما تقدمه المرأة من إنجازات عظيمة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
جاء شعار هذا العام 2022 #كسر التحيز (BREAKING BIAS) هذا اليوم يصادف ذكرى حراك نسوي عمالي حيث انطلقت الاحتجاجات في شوارع نيويورك الأمريكية بعدد من النساء بلغ 15 الف، للمطالبة بعدد من المطالب على رأسها تقليل ساعات العمل و تحسين الأجور، والحصول على التصويت في الانتخابات. ذلك الحراك دفع بالحزب الاشتراكي الأمريكي في العام التالي له اعتبار هذا اليوم يوماً وطني للمرأة،كما أن المجتمع الدولي اصدر قراراً من الأمم المتحدة عبر الجمعية العامة لها قراراً عام 1977، تم اعتماد 8 /مارس يوماً عالمياً للمرأة.
شعار هذا العام يعتبر التميمة العالمية التي تبنتها مجتمعات المرأة العالمية، وبالتأكيد هذا الشيء الصحيح، لأنه اعتراف بالتحيز يقود إلى المعالجة بوعي، وله دور حاسم في تعزيز النوع والإنصاف واجندة الشمول، هذا الأمر حيوي للغاية للبناء مجتمعات اكثر استدامة ومسؤولية ونجاحاً.
ويعتبر هذا الاحتفال فرصة الإعتراف بحق المرأة والإنصاف والتساوي بمعنى أن يركز الاحتفال على أن يكون العالم خال من التحيز والصور النمطية، والتميز ويقودنا ذلك إلى عالم متنوع ومنصف وشامل يتم فيه تقدير الاختلاف ويدعو إلى المساواة، ويجب ان تكون المسؤولية لست فرديه فقط تجاه هذه القضايا بل مسؤولية جماعية اذ اننا جميعاً مسؤولين عن كسر التحيز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا وفي مدارسنا وجامعاتنا.
المرأة السودانية لعبت ادوارا عظيمة قديماً وحدثياً، وقد حكمت في العصور القديمه ايام ممالك النوبة قبل المسيحية والإسلام، واشتهرت نساء السودان المحاربات الجسورات والرائدات والسياسيات بالعديد من الصفات منذ الفي سنه ، وفي التاريخ الحديث دخلت المرأة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية منذ وقت مبكر وشغلت المناصب المختلفة من الطبيبة، المعلمه، السفيرة والوزيره،كذلك بعض الرموز منها اماني ريناس التي تعرف بالكنداكة التي حكمت النوبة وقادت الجيوش وطردت الرومان من الحدود الشماليه وعادت بالأسرى، كما فازت بالتماثيل النادرة، اماني شاختى التي حكمت ممكلة كوش، ولها العديد من المجوهرات والآثار التي تم اكتشافها عام 1834 وتعرض الآن في معرض برلين، وصولاً إلى خالدة زاهر سرور وهي اول طبيبة سودانية مارست المهنه 1926 وفاطمة عبدالمحمود مواليد 1944 اول امرأة سودانية تترشح لرئاسة الجمهورية.
نهنئي في هذا اليوم، ونقدم عاطر التحايا لكل نساء العالم بصورة عامة ونساء السودان خاصة، وان هذا الاحتفال يقدم رسالة مفادها أن النساء قادرات لتقديم نموذج إيجابي في إطار التغير ، الذي شهده السودان والتحول نحو الديمقراطية، لقد انتصرت إرادة المرأة السودانية وانتزعت حقها في هياكل السلطة برغم من ضعف نسبة التمثيل.