مقالات

ست البيت ٣* *احب الشاي مع القرقوش*

محمد طلب : يكتب

كنت في الحلقتبن السابقتين قد تعرضت لبعض ابيات اغنية ست البيت تحت عناوين مختلفة (تلحظ احتياجنا براها) وعنوان آخر (طاعمة وناعمة أن مسيتا) وسوف استمر في ذلك لأن هذه الأغنية متفردة جدا لعدة أسباب على رأسها على الإطلاق هو أنها اغنية للزوجة وهذا غير مطروق في الأغنية السودانية والعربية إذ غالبا ماتكون الأغنية للحبيبة بغض النظر عن أنها زوجة أو غير ذلك (مجرد حبيبة)

 

حتى على مستوى الأدب والشعر والغناء في الوطن العربي ندر أن تجد اغنية للزوجة (ست البيت) بهذا الوضوح… ولعل اختيار هذا الاسم تحديدا وتكراره في الأغنية بشكل واضح لم يأت من فراغ بل ابدع الشاعر في هذا الاختيار و وصف الزوجة في كل أحوالها بما يتناسب واعراف الحقبة الزمنية التي قيلت فيها الأغنية

 

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

وقد فطن شاعر آخر بعد سنوات عديدة لهذا العنوان (ست البيت) وكتب قصيدة بذات العنوان الا وهو شاعر الشعب محجوب شريف الذي احس بجمال الأغنية ومضامينها الراقية…. إلا أنني احسبه احس بأن هذه الأغنية ناقصة وتحتاج لإضافة مضامين جديدة تتناسب مع مستجدات عصره

فكتب مستفتحاً بتلك المستجدات

 

صباح الخير مساء النور

يا ست البيت و (ست المكتب) الفاتح على الجمهور

ختم الدولة جمبك هيبةَ

قط ما بتقبلي المصرور

 

واسترسل محجوب شريف وربما أراد أن يلفت الانتباه إلى أن( ست البيت) عند ود الرضى لم تعد هي ذات ( ست البيت) عند محجوب شريف وفي زمن وظروف مختلفة وجديدة . فأضاف مستخدما واو العطف (يا ست البيت و (ست المكتب)) مع الإصرار أن ست البيت لم تعد تلك التي تغني بها ود الرضى ليضف في خواتيم قصيدته

 

سلاما يا غزالات( العمل) والبيت

ملاياتك ضفاف النيل

احب واديك فى هذا الحوش

أحب الشاى مع القرقوش

 

 

ما أردت الإشارة إليه هنا هو الايمان التام لمحجوب شريف بما اورده ود الرضى في أغنيته الأشهر( ست البيت) ولو لا تلك القناعة الراسخة لما أستعار محجوب شريف ذلك العنوان النادر (ست البيت) لكنه في ذات الوقت خرج بالمرأة أو الزوجة من( قالت جارتا مجاوراها تجي شايلة وتجي مزاوراها ) وتلك الحدود الضيقة التي تفرضها ظروف الزمان والمكان إلى( ست المكتب الفاتح على الجمهور) وفتح بابا واسعاً للمرأة في تفأعلها مع مجتمعها وخدمته (الجمهور)

ولا تفوتنا الإشارة إلى أن (ختم الدولة) يكتسب هيبته بوجوده في تلك الأيدي الناعمة و الأمينة التي لا تقبل (المصرور) في إشارة واضحة إلى أن (المصرور) يفقد الدولة هيبتها…

 

والحديث عن (المصرور) الذي أصبح غير قابل (للصر) في ظل التضخم الكبير مع وجود خدمة( بنكك) وغيرها ربما يخرجنا تماما من حديثنا الفني إلى غياهب السياسة ويبعدنا كثيرا عن ست البيت أو ست المكتب ويدخلنا إلى عالم اليوم و ( كنداكات) الزمن الحاضر و (هيبة الدولة) التي لم يعد هناك حديث غيرها هذه الأيام…. رحم الله المبدعين الرائعين الشيخ ود الرضى و(ست البيت) و محجوب شريف و(ست المكتب)

 

اما ( ست الشاي) و (الكنداكات) فهذه قصة أخرى

 

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى