*ست البيت 6*. *الرضوة*

محمد طلب : يكتب……
كما توقعت وجدت مقالاتي المتسلسلة تحت عنوان( ست البيت) تفاعلا مع القرأ والمهتمين بأمر( الحقيبة) ومن هؤلاء الصديق الكاتب هشام الخليفة صاحب العمود الخفيف اللطيف في (أخيرة السوداني) حجاوي الجمعة وهو ابن منطقة العيلفون (مسرح الحدث)للأغنية محل النقاش أو بالأحرى الجارة لامضبان محل إقامة الشاعر ود الرضي
(حجاني) هشام الخليفة بقصة( ست البيت) مصراً على أن الأغنية تحكي عن قصة حقيقة وان خلاف طارئ نشب بين الشاعر وزوجته وعلم بهذا الخلاف زملاء الشاعر من الشعراء والفنانين فاتوا من ام درمان و زاروا ود الرضى في بيته في محاولة للصلح بين الطرفين وطلبوا منه( الرضوة) وهي عادة تتمثل في تقديم هدية مادية للزوجة دهب أو توب أو غيره حتى ترضى و تعود لبيتها وزوجها وعندما كان الشاعر لايملك مالاً (للرضوة) فقام بتأليف هذه القصيدة (قطع اخدر) وتم التلحين والغناء في ذات الجلسة وسمعتها الزوجة ورقصت عليها…. هذه القصة كما رواها لي الأستاذ هشام وسمعت غيرها وما يشابهها وهذه القصة تحمل في طياتها دلائل عدم صحتها ولا نريد الخوض في التفاصيل لأن الأغنية نفسها تنفي ذلك بقوله:
منها قط خلاف ما حصلي
بس ازعاجا لي قوم صلي
فالشاعر هنا ينفي تماما وجود أي خلاف بينه وبين زوجته خلال مسيرتهما في الحياة الزوجية بل ويذهب لأبعد من ذلك قائلا:
(لييه ما اشكرا مطاوعني)
وأيضا يؤكد على أنها وان كان مخطئاً تحتمله وتحتمل كل غلطاته وتغفر له كل ذلك (حباً وكرامة) في قوله :
(مهما ابقى مر بالعاني)
اما قاصمة الظهر في ادعاء أن الأغنية كانت نتيجة لقصة حقيقية فنجدها في قول الشاعر
اطوع من بناني إلىّ
واشفق من جناي عليّ
كل المطروح أعلاه يدل على أن الشاعر يتحدث عن (زوجة مثالية) ربما لا تكون موجودة في الواقع المعاش وهذا اتجاه تبناه الإخوان في قروب( زحمة أفكار) وعلى رأسهم الشاعر ياسر خيري والدكتورة تماضر سليمان التي نفت تماما وجود زوجة بهذه المواصفات في الواقع وأفادت بأن جمال ومتعة الحياة الزوجية تتمثل في قبول الشريك على علاته وان هذا القبول من الطرفين والصعوبات واامعالجات هي التي تعطي الحياة الزوجية طعمها الخاص… اما استاذ خيري قال نصاً ( الكثير من الشعراء في شعرهم يعبرون عن ما يتمنونه شعرا كتعويض عن غيابه واقعا)
وان الشاعر ربما يفترض واقع موازٍ لواقعه وربما ينطبق هذا الحال على اغنية( ست البيت)
وكثير من التعليقات التي لا يسمح المجال لذكرها.
(ست البيت) كواحدة من أغنيات الحقيبة المتفردة بعنوانها وموضوعها تستحق هذا النقاش الطويل الممتد..
الإلمام التام بالظروف المحيطة بأي عمل فني توسع مدى ادراك المتلقي وتجعله أكثر يقينا بمرامي النص.
اطلعت على مقدمة ديوان ود الرضى التي كتبها ابنه محمد الطيب الرضى وهذا سيكون موضوع مقالي غدا ان شاء الله (ست البيت 7)
اما الذي سوف اطرحه في مقال الغد فهو أمر (غير مسبوق) إطلاقا ولم يتطرق له أي ناقد لكنه خطر لي…. .
سلام
سلام