فضائل الشخصية السودانية
أوتاد – أحمد الفكي
في صباح الاثنين العاشر من رمضان 1443هجرية بينما أطالع في قروب ( مارنجان زمان ) فأذا بأخي الإعلامي المميز الأستاذ صلاح أبو القاسم من باب قولوا للناس حسناً وجبراً للخاطر و تذكيراً بقيم أخلاقية تخص الشخصية السودانية أرسل لصديقه( قرض) إهداء خاص عبارة عن أغنية جبار الكسور بصوت الفنان علي إبراهيم اللحو ” طيَّبَ الله ثراه” للشاعر الفذ مربي الاجيال و صديق الأطفال صاحب الأنشودة الرائعة (كلنا تأمين .. إن شاءالله دوام دائماً تأمين) الأستاذ قاسم الحاج التي كتبها في والده ، و من خلال إستلهام البارادايم paradiagm حضور العقل الواعي وضعت كلمات الأغنية التي مست شعوري في طابع و نموذج ومثال أبوي الَمُلقَّب بحاج المبروك و خالي الطيب محمد الجزولي ” طيَّبَ الله ثراهما ” و لكل شخص أن يُفعِّل الطابع و النموذج و المثال أن يضع كلمات الشاعر قاسم الحاج للشخص الذي يرى فيه كلمات الأغنية وهيا معي عزيزي القارئ أستصحبك لنقف وقفة ووقفات مع فضائل الشخصية السودانية التي يجب أن نحافظ عليها و نقتدي بها و نواصل المشوار جيلاً بعد جيل لتكون الشخصية السودانية صاحبة الخلق الرفيع في المقام الأول التي يُشار إليها بالبنان دون الباع .
يقول الشاعر الأستاذ قاسم الحاج وهو يخدم الإغنية السودانية في هذه الرسالة الإيجابية :
ده في الظلام كباس
ده البفزع قبل يبكوا و يضيقوا الناس
يا جبار الكسور. .
( لا توجد إضاءة و أنوار و ظلام دامس في اللحظة التي يسمع صيحة إستغاثة يكبس أي يهجم بسرعة قبل أن يكثر البكاء و العويل و يقوم بعمل الواجب الذي يجبر الكسر )
ميزان الذهب يا اب كفةً راحجة
ابواب مسكنك ليل و النهار فاتحة
جبار الكسور
( الكل يعرف أهمية معدن الذهب الغالي و الغالي لايوزن إلا بالغالي اي وافق شنٌ طبقة و كفة هذا الميزان مليانة و دائماً راجحة و ميزان الذهب ميزان خاص وهو ميزان حساس زاد ذلك الوصف حالة الكرم الفياض المتمثلة في فتح الباب دون إغلاق ليل و نهار و نهار و ليل مع متلازمة جبار الكسور .)
يا اسد الظلام يا اب ولدةً ناحجة
صقر الخلا عينيك سلاح جارحة
البموت في ايديك ما بيقروا لي الفاتحة
جبار الكسور
( في الشجاعة التي يتصف بها الأسد و حِدة النظر التي يتصف بها الصقر وتأخذ هنا مفهوم الحكمة في رؤية الأشياء و إتخاذ القرار المناسب بمصاحبة بعد النظر وعدم النظر تحت القدم )
الدود النتر صحي المرافعين خوف
ده محشم قبيلتو البستر المكشوف
ان شافك عدوك يرجف يغلبوا الشوف
النار في الجسم و الطعنة جوة الجوف
عشاي الجماعة يا مشبع الملهوف
يا جبار الكسور
( عودة الأسد المعروف لدى السودانيين بالدود و للفنان سيد خليفة الدود قرقر أي زأر . المرفعين باللهجة السودانية Sudanese dialect في اللسان البجاوي تعني الضبع و عمَّت كلمة المرفعين أرجاء السودان بأنه حيوان مخيف يخافه الأطفال قبل الحيوانات الأليفة الذي هو عدو لها ، إذا سمع المرفعين صوت الأسد يصيبه الخوف ، في إشارة إذا جاز التعبير ( جاك ملك الموت يا تارك الصلاة)
ميزان الدهب يا الغالي وزنو تقيل
يا اب صدراً ركيزة تب ما بغلبوا الشيل
ده الدابي البسم العاتي زي السيل
ستار العيوب حاشاهو ما قويل
وقت الناس تضيق يلفاها هجعة ليل
( هكذا تتواصل الصفات الحميدة في شكل القوة و المتانة المتمثلة في العمود و الركيزة التي يوضع عليها الحمل و يُبنى عليها وهو في ذلك يشابه قول : بشيل فوق الدَّبر ما بميل ( الدَّبر بتشديد الدال و فتحها ) هو جرح على ظهر الدابة يوضع عليه الحمل كناية عن الصبر وقوة التحمُّل ، و في قوة الشخصية و العنفوان مثل الدابي أي الثعبان السام الذي يكون سمه عاتي مثل السيل الهادر الذي يهدم دون هوادة و بمناسبة السيول السنوية وهنا نذكر القائمين على أمر البلاد أن الخريف على الأبواب وهو لا يأتي فجأة فخذوا حذركم من الآن. و من أجمل الصفات التي وردت في الكلمات ستار العيوب حاشاهو ما قويل ، فيها من الغذاء الروحي ما فيها حيث عدم المن إذا رأي عيباً ستره و تغاضى عما رأه و فعله لم ينشره و يفصح به وهو بذلك يتدثر بما جاء في الحديث الشريف ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة)
*آخر الأوتاد :
قروب مجموعة أوفياء الهلال فيه من جبار الكسور وهو من فضائل الشخصية السودانية التي تحمل اسم ( أبو مروءة) التحية لهم و للقائمين على أمره .
كل المُنى أن تحتفظ الشخصية السودانية بفضائلها الكريمة و إن يكون جبار الكسور متواجداً كالهواء متى استنشقه الإنسان وجده ، و إن لا تختفي المروءة كما قال الشاعر :
مررت على المروءة وهي تبكي
فـقلــت عــــــــلام تـنـتـحــب الفتــــــــاة
فقالـت كيف لا ابكي وأهلي
جـمــيعـاً دون خــــلـــق الله مــــاتــــــــوا