يُسرية و الخُصلة العربيدة

أوتاد – أحمد الفكي
من الصفات المشتركة بيني و أخي عبد العزيز و كان يشاركنا فيها إبن عمنا َ مولانا محمد عثمان الطيب بركات ” طيَّبَ الله ثراه ” تشبيه الشخص بشخص آخر في الملامح و عندما نكون مع بعض و نشاهد شخصاً على الفور نطلق عليه اسم الذي يشبهه و ننفجر ضحكاً .
من منكم لا يعرف القامة الإعلامية الأستاذة الفخيمة يسرية محمد الحسن . و قبل أن أسترسل في رسالتها الإعلامية و الثقافية و التربوية ، هنا اتذكر من بنات الفريق ( بت عووضة ) هكذا كنا نناديها و جميع أهل الفريق ، اسمها سامية و لكن بت عووضة طغى على اسم سامية ، وقتها كانت في المرحلة الإبتدائية ، وهبها الله سرعة التعلم لحكمة ربانية حيث ما فتئت و أن أصيبت بالحمي الشوكية ( السحائي ) الذي أدَّى لإعاقتها أن تكون من ذوي الحالات الخاصة حيث فقدت سمعها و نطقها ، فكانت صم بكم و لكنها تعقل و تكتب و تمزح و تمرح و تفرح و تبتسم و حياتها طبيعية ، نخاطبها بلغة الإشارة و عندما لا تفهم ما نريد نكتب لها على الورقة . كل ذلك كان منذ عقود من الزمان خلت ، عندما تأتي في بيتنا نقول لها يِسرية محمد الحسن ، وفي المساء عبر شاشة تلفزيون السودان قبل الفضائيات عندما تطل علينا الأستاذة يُسرية في نشرة أخبار التاسعة جميعنا يقول بت عووضة في التلفزيون . سبحان الله .. شبه شديد.
ما جعلني اذكر الأستاذة يِسرية محمد الحسن هو سماعي لتسجيل صوتي لها وصلني عبر الواتساب في إحدى القروبات ، وفي تسجيلها الصوتي رسالة تربوية عظيمة حيث ذكرت أنها كانت كبيرة المذيعين و المذيعات وفي بداية ثورة الإنقاذ اتخذت قرار من تلقاء نفسها أن اجتمعت بالمذيعات وعرضت عليهن ان يرتدين حجاباً يُغطي شعر الراس و من فوقه الثوب المعروف ، لأن التلفزيون جهاز تربوي حساس وقد كان للأستاذة يُسرية الفضل من بعد الله حيث إلتزمنَّ المذيعات بذلك الزي الذي زاد من جمالهن و احترام المشاهد لهنٌَ ، و من ضمن حديثها ذكرت موقفاً جميلا ً للإعلامية الراحلة ليلى المغربي ” طيَّبَ الله ثراها ” قالت ألها كانت لا ترتدي الثوب ( تجي موضة) ولكن ثوبها في شنطتها و عند تقديم برنامجها ترتدي الثوب إحتراماً لعين المشاهد ، وقد كان التأثير الإيجابي في المجتمع النسائي السوداني حيث انتشرت ظاهرة إرتداء ذلك الحجاب الذي يُغطي شعر المرأة السودانية . وفي تسجيلها الصوتي وجهت صوت اللوم للأستاذ لقمان أحمد الذي اباح التبرج و عدم تغطية شعر المذيعات تحت مبدأ الحرية الشخصية .
التحية و التقدير والاحترام للأستاذة يِسرية محمد الحسن و من قبلها للجزائرية الإعلامية الأستاذة خديجة بن قنة المذيعة بقناة الجزيرة في قطر كونها أول مذيعة ترتدي الحجاب في قناة الجزيرة .
في المحطات الأوروبية عندما تستضيف إحدى الَمذيعات احد علماء المسلمين إحتراماً لضيفها تضع المذيعة الخواجية طرحة على رأسها . لقد أصابتني الدهشة عندما تابعبت برنامج إعترافات في قناة البلد و المذيعة ملاذ غازي التي إستضافت الداعية الإسلامى الشيخ محمد مصطفى عبد القادر و ليس على رأسها طرحة ، وقد لفت نظرها الشيخ أكثر من مرة أثناء الحوار دون مجاملة منه أنها متبرجة ( الحمد لله انه تَحَفَّظ ولم يقل لها تباً لك و لم يصبها من رذاذ بصاقه شيئاً ) . بمناسبة الشعر المكشوف المسدل دون تغطية قد تكون هناك خصلة تُعجب و تلفت نظر الشخص كما لفتت نظر الشاعر عوض حسن أحمد الذي صاغ كلمات الأغنية التي تغنَّى بها الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود ” طيَّبَ الله ثراه ” وفيها يقول :
ما زلت أذكر خصلة
عربيدة فوق الجبين
ما زلت أقرا فى السطور
فأستبين البعض أو لا أستبين
* آخر الأوتاد :
للشاعر كامل عبد الماجد ، غناء الفنان حمد الريح ” طيَّبَ الله ثراه” أغنية تائه الخصل و من ضمنها :
امانة عليك يا تايه الخصل
ويا خير عمّ في دروب عمرنا الضايع هطل
انحنا متين عرفناك ومتين الكنا ما دايرنو يحصل
داس مشاعرنا وحصل .