أسلحة مضادة مية المية : ” الخل ـ النيم- الكمامة ” .. ثلاثية ضد هجمات ” البمبان ” الكميائية
كتبت : انتصار فضل الله
درجت الخالة ” امونة ” تعمل بائعة “شاي ” بمنطقة الخرطوم شرق على مراجعة احتياجاتها قبل الخروج من المنزل بالتركيز على ” الكمامة ” التي باتت تحرص على اخذها بشكل مستمر ، خشية التعرض لاي هجوم كميائي ناتج من الغاز المسيل للدموع ” البمبان ” المستخدم في السيطرة على الاحتجاجات الشعبية ، والذي يتسرب اليها عبر الهواء لصيبها ويتسبب في اعيائها وإعاقة عملها ، وفي بعض الاحيان تستخدم ” صفق ” شجرة النيم التي تجلس تحت ظلها كاداة اخرى تقيها من التعرض لهذه السموم .
هجمات مفاجئة
لم تغلب ” امونة ” في حماية نفسها ومواصلة عملها التجاري في ذلك المكان تحت ظروف الخروج المليوني السلمي الذي تشهده العاصمة الخرطوم ، فقد تسلحت بكل الاسلحة الواقية التي تضمن لها السلامة الصحية ، بينما يقوم ” عيسى ” الذي يساعدها في توزيع المشروبات على الزبائن بوضع منديل مصنوع من ” القماش ” من فوقه طبقة من ” القطن ” مضاف اليها القليل من محلول ” الخل ” الحامض
ضرورة الحماية
تقول امونة لـ”رام نيوز ” إضطررت لتوفير هذه الوسائل للحماية حال حدوث اي شيئ يمكن ان يؤثر على الصحة نظرا انها تعاني من حساسية مرتبطة بالجهاز التنفسي مما يتسبب في ابغائها طريحة الفراش لمدة طويلة لدى تعرضها لاي من الاتربة او الدخان او غيرها من المواد ، واكدت ضرورة التسلح ضد الهجمات المفاجئة من الاجهزة الامنية
تصرف ودهشة
إتبع هذا الاجراء الوقائي البسيط والتقليدي عدد كبير من المتظاهرين لحماية انفسهم ، الامر الذي ساهم في إنتعاش تجارة ” الكمامات والخل ” ابان ثورة ديسمبر المجيدة وامتد استخدامها حتى يومنا هذا ، وظهر ذلك على الاقبال المتزايد على الصيدليات والمحلات التجارية وقتها كل حسب المعروض ، كما انه لفت الإنتباه الى اهمية وفائدة شجرة النيم المتوفرة داخل الاحياء السكنية و شوارع العاصمة ، واصبحت ربات البيوت يقمن بتجهيز هذه الوسائل الدفاعية لابنائهم وبناتهم من الطلاب والمارة في الشارع كنوع من المساعدة الاجتماعية ، ويحرصن على اخذها معهن عند التسوق إستعدادا لاي طارئ كان
وسائل قديمة
يرى الحاج عبدالرحمن احمد موظف ، ان هذه الوسائل متبعة للحماية ضد الغاز الدامع منذ قديم الزمان ، لكنه ابدى دهشته لدور النيمة كمضاد ضد الغازات عموما داعيا للاكثار من زراعتها لفوائدها المتجددة، واتفقت معه سوزان ابراهيم ربة منزل في الرأي مؤكدة ان الراهن بحاجة الى المزيد من وسائل الحماية .
اقبال غير مسبوق
لم يخفي د .صيدلي محمد ابراهيم سعادته بمساهمة الاحتجاجات الشعبية في إخلاء ارفف الكمامات قبل ظهور وباء كوفيد 19المتجدد ” كورونا ” مشير ان الكمامة لم يكن يستخدمها سوى الاطباء داخل المستشفيات عند التواجد داخل غرف الاشعة او غرف العمليات ، بجانب استخدامها من بعض المرضى الذين يعانون من الازمات والحساسية ضد الغبار وعمال النفايات
سعر ثابت
وعلى حد قول الصيدلي ، ان هذه الاداة الطبية تباع بواقع “50 ” جنيه للقطعة الواحدة وهو سعر ثابت ، مؤكدا اهميتها للجميع حيث انها تحد من التعرض للمرض وفي حال عدم توفرها يمكن ان تكون سببا للوفاة في ظل تلوث الأجواء بالغازات كما حدث الايام الماضية حيث اختنق العديد من المواطنين والثوار بالبمبان ولفظ البعض انفاسه لعدم تسلحه باي من وسائل الحماية