مقالات

تمدد دور النظارات الأهلية و بداية انهيار الدولة السودانية

 

 

بقلم : الخبير الاقتصادي بروفيسور ابراهيم اونور

 

فى كتابه المشهور (لماذا تنهار الامم why nations fail) ، اوضح بروفيسور جامعة هارفارد الأمريكية ان الأمم او الدول تنهار بسبب الانهيار المؤسسي فيها، ولتأكيد هذه النتيجة يتتبع بروفيسور موقلو فى كتابه الأنف الذكر اسباب انهيار ونشأة امم جديدة منذ الإمبراطورية الرومانية والفارسية إلى عصرنا الحالي ، الكتاب جدير بالقراءة وتوجد فيه نسخة انجليزية مجانية فى قوقل لمن أراد تنزيلها. وفيما يخص الشأن السودان بخصوص الموضوع أود أن أشير إلى انني فى دراسة حديثة ستنشر قريبا فى إحدى الدوريات البحثية، وجدت ان السودان يتذيل الدول الأفريقية فى المؤسسية والحوكمة، لدرجة اننا تراجعنا كثيرا عما كنا عليه قبل عقدين من الزمان. الحوكمة تعني هنا أسس اتخاذ قرارات الدولة بدء من أقل وحدة إدارية تمثل محلية فى ولايات السودان إلى أعلى سلطة متمثلة فى قرارات مجلس السيادة للسلطة المركزية، اذن يمكن القول ان الضعف المؤسسي فى الدولة يتمثل فى غياب الاطر القانونية والمؤسسية فى اتخاذ القرارات المرتبطة بسير عمل الدولة او وحداتها. كما يشاهد الجميع بالسودان فى الأوانة الأخيرة ، وهو زمن الانحطاط المؤسسي بعد تمدد دور الإدارات الأهلية للبت فى صناعة القرارات السيادية، دون فهم لطبيعة هذه القرارات ومالآتها، فى المقام الأول أصبحنا نستحق بالفعل ان نكون ضمن أسوأ الدول الأفريقية فى المؤسسية والحوكمة، كيف يمكن أن نسترشد برأي شخص شبه أمي لا يملك من المؤهلات العلمية ولا حتى الحنكة السياسية، سوى انه ناظر قبيلة بالتوريث ان يستشار فى اختيار وظائف فنية وقيادية فى الدولة تصل اختيار رئيس الوزراء ، أليس هذا يتجاوز الضعف المؤسسي بل يتعداه إلى مرحلة الانهيار المؤسسى، وكذلك انهيار الدولة كما أشار اليه بروفيسور موقلو فى كتابه الأنف الذكر.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

الله المستعان

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى