عفوا بلقيس.. معركتنا مع الخبز والطماطم و(سترة الحال)…
كتب محمد عبدالقادر علي حائطه بالفيسبوك :
مرحبا بالمغنية اليمنية الاماراتية بلقيس احمد فتحي في ارض النيلين، ونتمني ان يطيب المقام بسليلة العز والمكارم والفخار في وطن الشمس والسنابل والكبرياء، فنحن نعشق كل ما هو اماراتي بالفطرة ونقدر حد الاحتفاء سلالة الخيرين من اهل(الحكمة اليمانية )…
كل هذا لا يمنعنا من القول بأن الجهة التي اتت ببلقيس جنت عليها من حيث لا تعلم… فقيمة تذاكر الحفل كبيرة ومستفزة في بلد يواجه مواطنه اوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية.. اشهد الله انني وحتي لحظة كتابة هذه الاحرف لا اعلم شيئا عن الجهة التي اقترفت اثم التمادي في الاستهتار بظروف الناس للحد الذي تطرح فيه تذكرة الحفل بمائة الف جنيه…ولكني اثق تماما ان من حدد هذا المبلغ شخص لايمت بصلة للسودان ولا يستشعر ظروف اهله الذين يخوض السواد الاعظم منهم معارك يومية شريفة ضد الخبز والطماطم والدكوة بعد ان عز كل شئ وبات بعيدا عن المنال..
.
الذي حدد مائتي دولار لساعة حفل يستمتع فيها الناس لمغنية تردد علي مسامعهم اغنية الشاب السوداني شكر الله عزالدين (الليلة بالليل نمشي شارع النيل) لايعلم ان هذه القيمة يدخرها السودانيون لكلفة ولادة طبيعية في مستشفيات الميري ويمكن ان تسدد خمسين بالمائة من رسوم العام الدراسي ان وجدت وربما اعانتك لأسبوع فى مؤونة الشهر الطويل.. وحملت عنك عناء كلفة البنزين الشهرية ان كنت من اصحاب السيارات…
هل تعلم هذه الجهة ان كلفة التذكرة الواحدة تساوي راتب لواء في الاجهزة النظامية لاكثر من شهرين وتتجاوز راتب الطبيب الاختصاصي ورئيس التحرير و اصحاب الدرجة الاولي بين موظفي الخدمة المدنية وتفوق ماهية ومخصصات الوزير خلال الشهر وربما تعادل (ماهية) رئيس مجلس السيادة حين يصرف راتبه بطاقية القائد العام للجيش..
السودانيون لا يرتادون الحفلات وحدانا.. فكم يحتاج من فكر في اثطحاب خطيبته او زوجته او جزءا من اطفاله .. هل سيكفيه المليار،، ما هذه القسوة التي تدير نزق (المرطبين ) منظمي الحفل حتي يخيل لهم ان كل السودانيين من اهل الدثور وان المال الذى يستوطن فكي الاسد بامتياز هذه الايام ( مبذول) .. و(سايب) لدرجة ان تحسب نصف مليار بالتمام والكمال للتوهط مع اسرتك في حفل لبلقيس ابنة المغني اليمني احمد فتحي…
عفوا بلقيس الذي اتتنا من مصر بعد ان احيت حفلاتها هناك وقبضت الثمن ورددت اغنيتها ( الدبلوماسي) هناك وباللهجة المصرية .. فالسودان ليس كما يصوره لك البعض.. بلدنا دولة من الفقراء وفاقدي السند المالي .. عصفت بهم اهواء الساسة واسلمتهم الي الحرمان والعوز والمالات السيئة .. تمنيناك (مجانا) في الساحة الخضراء او باسعار رمزية تغطي تكاليف الحفل و( اقامتك علينا) نستضيفك في بيوتنا .. اما ان تتامري مع العلاج والوقود والكهرباء والظروف الطاحنة لامتصاص ما تبقي من دماء في اوردة وشرايين السودانيين فهذا ما لن نقبله منك ومن الذين اتوا بك للخرطوم مستهترين بمعاناة هذا الشعب المغلوب علي امره…
استحوا يرحمكم الله…
ولو كان في هذه البلد من ( يحل ويربط).. لاوقف هذا العبث..
عفوا بلقيس ملكة سبأ.. الدوائر مشغولة حاليا الرجاء المحاولة مرة اخري فمازالت معارك السودانيين محتدمة وطاحنة في رحاها اليومي ضد الفواتير العظيمة ( الاكل والشراب والكهرباء والدواء) وما تبقي من مستلزمات ( سترة الحال).