كرامة الباشا و حُمى هلال مريخ
أوتاد – أحمد الفكي
رغم المستوى المتواضع للدوري السوداني الممتاز مقارنة مع الدوريات العربية الممتازة و التي يحمل بعضها مسمى المحترفين في كل من مصر و السعودية و الإمارات العربية المتحدة و قطر و تونس و المغرب ، إلا و تظل مباريات هلال مريخ من أقوى و أمتع الديربيات في الوطن العربي و دول إفريقيا لما يتمتع به الفريقان من سندٍ جماهيري كبير يُعطي للقاء نكهة خاصة ، و إرهاصات من قبل قيام المباراة بأيام .
مساء السبت الرابع عشر من مايو 2022 يتجدد لقاء الغريمين في مدينة عروس الرمال الأبيض في ختام الجولة الأخيرة من مباريات الدورة الأولى و التي بموجبها بسدل ستار مباريات الدورة الأولى و كلا الفريقين في رصيدهما 36 نقطة و تبقت للهلال مباراة قيد النظر أمام الأهلي الخرطوم . بما أنَّ الهلال قد فاز بأول نسخة في بطولة الدوري الممتاز موسم 95/1996 هو الذي فاز أيضاً بآخر نسخة موسم 2021 هل يا ترى يواصل الهلال قبضته و سيطرته على كفته المرجحة بعدد مرات الفوز على نده المريخ في مباريات الدوري الممتاز .
الجميع يعلم أنَّ مباريات هلال مريخ لا تخضع لأي حسابات من ناحية الجاهزية و لكن ما يحسم نتيجتها هو الحضور الذهني و اللياقة البدنية و قدرة التحكم على منطقة الوسط أثناء سير المباراة .
ما يزيد من حُمى المباراة تواجد جمهور الفريقين داخل الإستاد بعد غيبة .
الفوز بالمباراة هو بمنزلة فوز بالبطولة لذا سيسعى كل من جواو موتا الهلال و إبراهومة المريخ وضع التكتيك المناسب الذي يجلب لهما الغلبة على الآخر .
من حُمى هلال مريخ المريخاب يركزون على السماني الصاوي و رمضان عجب و الهلالاب يأملون في أجاجون و ياسر مزمل و الشعلة و الغربال .
من الصعوبة التوقع بنتيجة المباراة و لكن تبقى الأمنيات لجمهور الفريقين كل منهما يُمنَّي النفس أن يُحقق فريقه الفوز و كان الله في عون أجهزة الموبايلات التي سوف تمتلئ بالملصقات الثابتة و المتحركة و لا مفر لها من ذلك إلا إنتهاء المباراة بالتعادل .
كل الأمنيات أن تخرج المباراة في ثوب قشيب يستمتع بها أهالي مدينة الأبيض في المقام الأول و عامة أهل السودان داخل و خارج أرض الوطن .
* كرامة الباشا :
بعد أداء صلاة الجمعة ليوم الثالث عشر من مايو 2022 كان منزل الباشا حيدر محمد طه رئيس الجالية السودانية في حائل يعج بالضيوف حضوراً لدعوة الغداء التي حملت عنوان كرامة الشفاء ، وفي ذات الوقت كانت أغنية التراث ( فرتيقة أم لبوس) التي تغنَّى بها الفنان عبد الكريم الكابلي ” طيَّبَ الله ثراه” حاضرة وسط الجمع الكبير عندما أصبح اللقاء منتدى ثقافي تحدث فيه كل من كاتب هذه السطور و د/ السر أحمد سليمان – جامعة حائل ، و مشاركة الجميع بمداخلات ثرة ، و كم كانت كلمات أغنية فرتيقة أم لبوس التي ورد فيها ذكر الكرامة قد ألهبت المشاعر عندما ذكرت لهم هذه الأبيات بمناسبة كرامة الباشا :
جابولنا الكرامه وصبحنا فرحانين
سولنا الكرامة و صبحنا فرحانين
ضربوا دنقرن جوني العيال مارقين
بسأل عن علي الفارس البقود تسعين
هو اللدر العلي ضهرو الخبوب والطين
ما بياكل الضعيف ومابسولب المسكين
الا سيبة الأسد أم قبضة هين .
* آخر الأوتاد :
مباراة هلال مريخ أكسجين حياة يتنفسه الشعب السوداني وهي مناسبة سعيدة ينتظرها الجمهور الرياضي . قبل موعدها بيومين تبدأ المناكفات المتعادلة و تزداد سخونتها بعد أن يتحقق الفوز لأحد الفريقين ، و من باب المناكفة البريئة هنا ترى لمن تكون الغلبة .؟ للهلال أم للهلال .. وهناك من يأت ويقول : للمريخ أم للمريخ . هذه بتلك … الكل يقر و يعترف لا هلال بدون مريخ و لا مريخ بدون هلال .
