أخبارسياسة

رئيس الاستخبارات التركية في الخرطوم.. ما وراء الزيارة؟

لا تخلو رحلات مديري الاجهزة الاستخباراتية للدول من ارتفاع درجة (التنقيب) عن دواعيها وأسبابها سواء كان من العوام او حتى من لهم شأن، ووصل رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان للخرطوم في زيارة خاطفة استثنائية التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق اول محمد حمدان حميدتي، بحضور مدير جهاز الاستخبارات الفريق احمد ابراهيم مفضل، وهناك تساؤلات عديدة تقافزت للذهن عقب وصول الضيف التركي المهم واحد ابرز الشخصيات القوية بأنقرة، ومن ضمنها ما هي اجندة رحلته القصيرة للسودان؟ ونحاول أن نجيب عنها خلال المساحة التالية:

الملف الشائك
ومن المؤكد ان أجندة هاكان في الخرطوم لا تخلو من مناقشة التطورات في المنطقة بشكل عام والازمة السودانية على وجه الخصوص ولو من باب التشاور، ويبدو انها ايضاً ذات صلة بالمبادرة المصرية وذلك لأن هنالك تنافساً بين القاهرة وانقرا، رغم ان حدة الخلافات بين القيادة المصرية ونظيرتها التركية قد خفت الى حد كبير عقب نهاية الازمة بين الاطراف الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية في تيار ودولة قطر في الجناح الآخر، والسودان يعد دولة محورية لتركيا وغير خافية علاقتها بالقاهرة ، ومن غير المستبعد ان يكون هاكان قد تناول ملف افريقيا الوسطى خاصة ان السودان كان قد احتضن فرقاء بانقي وابرم اتفاق سلام بالخرطوم بين فرقاء افريقيا الوسطى، ويقترن ذلك بالعلاقة الوطيدة بين تركيا وروسيا، وربما تلعب الاولى دور الوسيط في دراسة هذا الملف الشائك، خاصة ان موسكو بدأت تتمدد في المنطقة على حساب باريس.

صاحب اليد العليا
وبرز هاكان كشخصية محورية في تركيا كما انه خبير في العلاقات الدولية، حيث انه استاذ علاقات دولية في عدد من الجامعات التركية، بجانب انه لعب دوراً كبيراً عبر جهود دولته في ليبيا وكان صاحب اليد العليا. ومن المعلوم ان الخرطوم كانت للاسف مؤثرة في الملف الليبي بشكل كبير، بل ساهمت في الاطاحة بالرئيس الليبي الاسبق معمر القذافي، كما ان اجتماعات دول الجوار الليبي كانت تنعقد في السودان، وكان حينها وزير الخارجية المصري سامح شكري كثير القدوم للخرطوم لمناقشة هذا الملف، واجمالاً فإن الاوضاع المعقدة في المنطقة امنياً وسياسياً وفي مقرن النيلين كانت سبباً مباشراً في قدوم الضيف التركي المهم، والاوضاع في الخرطوم تاريخياً تهم انقرة بشكل كبير، بخلاف النظرة القاصرة لدى البعض التي تختصر العلاقات السودانية التركية في وجود عدد محدود جداً من الاسلاميين في استنبطول، حيث انهم يقيمون بشكل شخصي وليسوا في ضيافة الحكومة التركية، بجانب ان هنالك تعاوناً امنياً كبيراً وقديماً بين البلدين بلغ قمته عند ظهور داعش في المنطقة، حيث تم حينها التعاون بين جهازي الامن السوداني والتركي لاستعادة الشباب السودانيين الذين انضموا لداعش.
ويرى مراقبون ان الزيارة قد تكون استعرضت الوجود الاماراتي المحتمل في البحر الاحمر (ميناء ابو عمامة)، خاصة ان امن البحر الاحمر يهم أنقرة بشكل كبير

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى