أخبارمقالات

*انا بحبك موت يا رشا (2)

 

بدون شك ان معظم القراء ممن كانوا يشاهدون التلفزيون في الثمانينات وحتي بدايات (الانقاذ) يدركون تماما من هو (محجوب عبد الحفيظ) الذي كانت تلتف كل الاسر حول برنامجه الشهير (الصلات الطيبة) و تتفاعل معه تفاعلاً عظيماً و كان معظم اهل السودان يحبون هذا البرنامج ومقدمه والفئات التي اعتني بها من المجتمع ورعاها وقد كان سباقاً للفت المجتمع لهذه الفئات وخلق اجواء مشتركة وتفاعل بين كل اطراف المجتمع فمن منا لم يحب( رشا) مع عاشقها مريض (متلازمة داون) الذي طالما ردد في ذلك البرنامج :-

*انا بحبك موت يا رشا*

*بالجد حب شديد يا رشا*

*وجاييك من بعيد يا رشا*

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

*وبييك جد سعيد يا رشا*

*و يللاك نسوي العشاء*

*يا برتكانة منعنشة*

او شئ من هذا القبيل فتصق ونضحك عندما نسمعها بصوت ذلك الشاب اليافع صاحب الوجه الطفولي المسطح يقولها معبراً بلسان ضخم ومتدلٍ بين شفتيه وجفون منحرفة لاعلي وكانها تود الخروج من ذلك الراس الصغير الذي يثقل رقبة قصيرة ويتشبث بها بقوة وهو يشير باصابعه القصيرة نحو صدره ويضرب موضع القلب قائلا بقوة( انا بحبك يا رشا) ……. يا الهي ما هذا الجمال

سالتني. صديقة عزيزة من القراء الكرام و بصدق وادراك عن السر و راء الكتابة عن (الصلات الطيبة) في هذا التوقيت تحديدا فاجبت بذات الصدق ان الحالة المرضية التي امر بها واصابتي بسكتة دماغية ادت الي الشلل النصفي بجسمي بالاضافة الي ظهور النجم القطري العالمي ( غانم المفتاح) الذي ظهر بشكل ملفت في افتتاح كاس العالم اثناء ما كنت اتلقي العلاج الطبيعي واعادة التاهيل بمركز Physio-peak بجمهورية مصر العربية والذي افتتح كاس العالم بايات عظيمة من القران الكريم

لقد كان مرضي مع ظهور (الفلتة) غانم المفتاح في كاس العالم من الدوافع الكبيرة لاستحضار ذكرياتي عن برنامح الصلات الطيبة ومقدمه الرائع المرحوم محجوب عبد الحفيظ

كما شاهدت معظم الفيديوهات للنجم القطري الجميل (غانم المفتاح) البطل المصاب بمتلازمة (التراجع الذيلي) وكثير من الفيديوهات الاخري فوجدت نفسي صغير جداً امام ابطال حقيقين لهم عزيمة خارقة و تقازمت امام هؤلاء الابطال وان اصابتي رغم انها شلل نصفي الا انها لا تسوي شئياً امام تلك الارادة القوية التي يملكونها و عرفت ان المرحوم محجَوب كان سابقاً لزمانه وقدم برنامجا مختلفا حصد الكثير من الجوائز علي مستوي الوطن العربي فقد كان البرنامج يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة

ووجدت نفسي في حاجة ماسة لخلق (صلات طيبة) مع نفسي في المقام الاول والرضا التام والتصالح مع وضعي الراهن ومحاولة تجاوز الازمة فوجدت نفسي ابحث عن ابطال الاعاقات وعلي راسهم (غانم المفتاح) شاهدت فيديوهات مذهلة حقاً وتغيرت حالتي النفسية تماما وصرت اكثر جدية واجتهاد مع الاطباء في تمارين اعادة التاهيل وتذكرت الراحل (مححوب عبد الحفيظ) وما قدمه للكثيرين منهم في تذليل الصعاب وبحثت عن تسجيلات لذلك للبرنامج الرائع لكني لم اجدها فهل يا تري ما زال تلفزيون السودان محتفظ بها ام انها (راحت في خبر كان) وحلت محلها( ساحات

الفداء) والقتل والدماء والكذب والافتراء… لا ادري.. وانتظر اجابة من اهل الاختصاص و لكن( مش حرام) ان يتحول كل ذلك الحب والجمال عند المرحوم محجوب عبد الحفيظ الي سوح كراهية و(ساحات فداء)

وفي المقال القادم نطرح كثير من الاسئلة العالقة التي تحتاج لاجابات مقنعة

وسؤال اختم به لماذا لا توجد بالسودان مراكز راقية للعلاج الطبيعي؟؟

مثل ما وجدنا هنا في Physio-peak بالقاهرة خصوصا ان الجلطات الدماغية وحالات النزيف وما يتبعها خلل في الحركة والكلام والادرك اضحت كثيرة جداً.. مع العلم ان %95 من حالات السودانين معنا هنا عبارة عن جلطات والبقية عبارة عن (اعصاب بايظة) وبالسودان اصبح كل شئ (يجوط الدماغ) و (يبوظ الاعصاب) واحمد الله كثيراً علي التحسن الكبير في حالتي فقد اتيت هنا علي اربع عجلات للكرسي المتحرك وتخلصت منه بفضل الله ودعوات الاهل والصحاب وجميع من عرف ذلك ونسال الله الشفاء للجميع والله يعين… َونعود ان شاء الله

سلام

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى