أخبارثقافة و منوعات

*Physio Peak اودعكم افارقكم لا لا والله مابقدر*

اودع اودع كيف؟؟؟ والله ما بقدر….. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. َها انا اعود الي (اعلي الوادي) بعد ان هبطت الي مصر و(وجدت ما سألت) بفضل الله الذي سخر لنا Physio-peak مركز العلاج الطبيعي بالقاهرة… ومن هنا ابعث تحية تقدير واحترام لاصحاب المركز وادارته والطاقم الطبي وتحية خاصة جداً للدكتور احمد يس وتحيات طيبات للرجل البركة المحترم دكتور حسام الدين اسماعيل المالك والشريك الطبيب الراقي المحترم الذي باشر علاجي بنفسه بصورة دقيقة وخبرة عالية المستوي ورقة في التعامل واحترام كبير وكان جزاه الله خبرا ولا يؤدي معي جلسة العلاج الطبيعي الا بعد اداء فريضة الظهر وكم دخلت عليه في مواعيد الجلسة ووجدت راكعاً او ساجداً لله ومقيماً للصلاة…

(اودعكم) عنوان مقالي هي اغنية سودانية شهيرة بالعالم العربي للفنان سيد خليفة وهو من منطقة كاتب هذا المقال (العيلفون) ولها علاقة وثيقة بجمهورية مصر العربية اي (الاغنية) بل حتي المنطقة فمؤسسها الشيخ ادريس بن الارباب له قصة وجائزة من الازهر الشريف في فتواه حول (التبغ) مع الامام والمفتي المصري علي الاجهوري ربما نفرد لها مقال منفصل

تم ابتعاث سيد خليفة الي مصر للدراسة بالازهر الشريف ليأتي لاهله (شيخاً) كما هو معروف في ذلك الزمان لكن حبه للفن وسحر ارض الكنانة واهتمامها بالفن والفنانين غير اتجاهه تماماً حتي صار من اشهر الفنانين السودانين في الوطن العربي رحمه الله رحمة واسعة

 

اخذ الوداع في الادب العربي حيزا كبيراً يضيق به المجال في هذا المقال… وما الحياة الي مجموعة من الذكريات الباقية حتي بعد الفناء تنقضي اللحظات والايام والشهور وتنحسر كل سنوات العمر حلوها ومرها وما بينهما ويبقي كل العمل ليوم الحساب…..

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

 

لوقت غريب كنت استعجب ما الذي يدعو كثبر من اهل السودان للاستقرار بمصر او الافتتان بها الي ان ساقتني الاقدار الي هناك مجبراً وليس مختاراً ولا اخفي سراً فقد افتتنت بها وبشعبها الكريم المضياف وباهلها وادبهم وعلمهم وحكمتهم وايمانهم التام رغم اني قضيت بها اكثر من ستة وحدود حركتي اليومية لم تتجاوز الكيلو متر المربع لكن اعجابي بالشارع المصري تجاوز حدود ما تخيلته قلت لاحد الاصدقاء اني (وجدت الله في مصر) فنزل قولي عليه كالصاقعة وجاء رده (يعني هنا مافي) تعالي الله عن ذلك ولكن اظن ان مآلات حديثي أكثر من واضحة ولا تحتاج للخوض في الشرح…

الشاعر الغنائي الكبير عبد المنعم عبد الحي من رواد شعر الغناء بالسودان تخرج من المدرسة الحربية بمصر وعمل بالجيش المصري الي ان وصل رتبة اللواء و متزوج من سيدة مصرية أنجبت له سته من الأبناء استشهد اثنان منهم أحداهما في حرب 1967 والآخر في حرب أكتوبر 1973 م و ثلاث من البنات وظل عبد المنعم عبذ الحي رحمه الله طوال سنوات العمر وفياً للوطن واللون الاسمر فمن اغنياته (انا ام درمان) و (اسمر جميل) وبكي لوطنه وذكرياته في اغنية (نار البعد والغربة) وبحسه العالي وعلمه بان ارض الله واسعة وما في الهجرة من فوائد كتب اغنية (يا جمال دنيانا)

 

وهناك ايضاً المرحوم صاحب (الشلوخ المطارق) المرحوم الاستاذ السر قدور الشاعر الغنائي والممثل والكاتب والمؤرخ للاغنية السودانية عبر برنامجه الاشهر (اغاني اغاني) الذي استقر بمصر وتزوج منها وانجب بنات و هناك ايضا الشاعر الغنائي ابو امنة حامد المفتون بمصر وعبد الناصر لدرجة انه سمي ابنه (جمال عبد الناصر حسين) هكذا اسماً واحدأً وقال قولته المشهورة لو كنت اعرف اسماً بعد حسين لاضفته….

العلاقة بين الشعبين الشقيقين لا يكفها هذا المقال وتحتاج الكثير … قال لي احدهم بغباء وعنصرية ان هؤلاء فتنوا (باللون) فقلت له بقريتنا هذه (العيلفون) فقط دون غيرها هناك ثلاثة من الاخوة المصريين متزوجين من بناتنا بالعيلفون ( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) واهل السياسة يخربون المشاعر و العقول

وهذه الزيجات فقط في العقد الثاني من الالفية الثانية وقبلها توجد كثير من حالات التزاوج لايسمح المجال لسردها لكن لابد ان اشر الي الدكتورة مني عبد الفتاح عميدة كلية التجارة جامعة القاهرة فرع الخرطوم المتزوجة من السودان

كما ان اللواء محمد نجيب مولود بالسودان وتربي به والرئيس الاسبق السادات والدته سودانية وهذه مجرد امثلة والتداخل والتزاوج بين الشعبين عصي علي الحصر

و دعونا نعد للحظات الوداع الحزينة للقاهرة التي اتيتها مقعداً وفارقتها وان امشي علي قدمين بفضل الله وتسخيره Physio-peak وطاقمها الجميل المحترم وملاكها وادارتها اقول لهم جميعاً مغنياً مع سيد خليفة

*اودعكم… افارقكم لا. لا والله ما بقدر*

*اودع اودع كيف*

*لو بالأيد*

*اعيش بينكم مدى الايام*

*اغني لكم وانتو تكونوا لي الهام*

*ونزرع ريد*

*وعالم كلو حب وسلام*

*لكن اه…لكن اه*

*واه بتزود الالام*

*اودعكم لا…افارقكم لالالا ما بقدر*

*دموعي بتغطي عينيا*

*لكن اه*

*واه بتزود الالام*

*اودعكم افارقكم*

*بتبقى عشرة الايام*

*اودع…اودع كيف*

نعم ستبقي بيننا عشرة الايام ومدة ستة شهور قضيتها بينكَ كانت من اجمل ايام العمر رغم الالم والحالة الصحية المعتلة…و نعود لكم ان شاء الله في مقال قادم و تأملات حول المقولة الشهيرة (مصر ام الدنيا)

سلام

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى