منتخب اللقيمات ..!
طريفيات
محمد عبد الرحمن الطريفي
إنتهج مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم الجديد الذي يترأسه معتصم جعفر ( المريخابي ) – و الذي لم يكتسب بعد الشرعية القانونية لمزاولة نشاطه إثر الطعون المقدمة من المجلس السابق برئاسة البروف كمال حامد شداد علي خلفية حيثيات الانتخابات الأخيرة ، إنتهج سياسة تصفية الحسابات و التمكين لصالح نادي المريخ الذي ينتمي إليه الرئيس و أغلب أفراد مجموعته . حيث تفاجأ الوسط الرياضي بإقالة الجهاز الفني للمنتخب الوطني الذي يقوده الفرنسي هوبير فيلود و مساعده الوطني خالد بخيت ، و إبعاد كبار النجوم من اللأعبين و علي رأسهم كابتن المنتخب نصر الدين الشغيل عن كلية المنتخب . و هالت المفاجأة بتعين المدرب “المريخابي” المتواضع السيرة الذاتية “برهان تيه” علي رأس الجهاز الفني الجديد و بجانبه “المريخابي” محسن سيد و أخرين من نفس الإنتماء الضيق . لتشتعل الساحة الرياضية بهذه القرارات و تبلغ ذروتها بإختيارات الجهاز الفني الجديد للأعبين و إعلانه عن قائمة جديدة تضم لاعبين من أندية الدوري الممتاز . قوبلت القرارات برفض إعلامي و جماهيري واسع مصحوبة بسخط و غضب كبيرين . و ولدت دعوات جماهيرية للخروج في مليونية لإعادة الكابتن نصر الدين الشغيل الذي كان له الفضل الكبير في نجاحات المنتخب بالوصول الي نهائيات كأس العرب – فيفا و كأس الأمم الأفريقية و هو يقود زملائه بخبرته و كاريزمته القيادية المحنكة لهزيمة الصعاب و تحقيق الانجازات الكبيرة ، خاصة و أنه بلغ من العمر ما لا يجعله قادرا علي المشاركة في البطولات مستقبلا ، فأتفق الجميع علي ضرورة تواجده في نهائيات الأمم الأفريقية تكريما و تقديرا له و لمشواره الطويل العامر بالعطاء و البذل و التضحية ، و مكافأتة علي مجهوده المقدر في قيادة المنتخب للنهائيات . لم يقوي إتحاد معتصم الفوضوي علي ثورة الجمهور حيث رضخ بالأمس لمطالبتهم المغتضبة و أصدر قرارا قضي بعودة الشغيل لكلية المنتخب . كما لم تقل ثورة الغضب الجماهيرية عن إستبعاد النجوم الآخرين الذين أسهموا في تحقيق النتائج الرائعة و تفجير النهضة الأخيرة التي إرتقت بالمنتخب الوطني للأمم الأفريقية بعد غياب سنوات طوال و العودة للظهور عربيا بعد سنوات أطول . مع أن نتائج المنتخب الوطني في البطولة العربية كانت مخيبة جدا ، لكن كان لها أسبابها الواضحة و التي يتحملها في المقام الأول الإتحاد الجديد نفسه الذي جاء ليصدر تلك القرارات و هو يدعي كذبا و نفاقا أنها لأجل تصحيح صورة المنتخب بعد الظهور العربي الباهت . بحيث أهمل الإتحاد الجديد إعداد المنتخب للبطولة العربية و اللاعبين يعانون الإرهاق و الإصابات حيال المشاركات الدولية المتواصلة دون توقف منذ عامين . و لم يعمل علي تهيئتهم في شتي المناحي بالشكل المطلوب قبيل المشاركة في كأس العرب و لا أثناءها . جاء إتحاد معتصم جعفر المريخي الذي أسقطه أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال السابق الذي كان يطلق عليهم مسمي( إتحاد اللقيمات ) في حملته الشهيرة ضدهم ، لينتقم من موقف الهلال الذي أنهي وجودهم السابق ، و ذلك بمحاربة الهلال في شخص خالد بخيت المدرب المساعد مفجر نهضة المنتخب الوطني الحقيقي و صاحب القدح المعلي في تحقيق النجاحات العظيمة و في شخص النجم الخلوق نصر الدين التشغيل و نجوم الأزرق الأخرين أبطال الدوري السوداني و الذين يمثلون النسبة الأكبر من تعداد العناصر و يمثلون الكفاءة و الأفضلية بين اللأعبين في البلاد . فكيف يتحول نجوم المنتخب الوطني الذين حققوا الإنتصارات في أشرس النزالات و بلغوا نهائيات قطر و الكاميرون متخطين أعتي المنتخبات ( غانا و جنوب افريقيا و ليبيا ) إلي لاعبين فاشلين و مهزومين فجأة . سادت العدوانية و روح التشفي و الإنتقام الشريرة في فحو قرارات الإتحاد المريخي. و وضح أنها جاءت بنية تصفية الحسابات القديمة و لم تراعي للمصلحة الوطنية . هي تصفية حسابات مزدوجة بعضها مع الهلال و بعضها مع إتحاد شداد . و بما خربوه من قرارات غبية جائرة و صادمة يبقي مستقبل المنتخب الوطني في خطر كبير سيما و أن البطولة الأفريقية تبقت لها أيام قليلة و تنتظرنا مجموعة نارية ، و غالبية المختارين الجدد مع أن بعضهم يستحق اللعب مع المنتخب غير جاهزين فنيا و لا بدنيا و غير محضرين نفسيا لهذا الإستحقاق الكبير الذي يعتبر تظاهرة نوعية و كأس عالم مصغرة للمنتخبات الأفريقية . فكيف سينافس لأعبون من أندية الممتاز ( قليلي الخبرة و معدومي التجربة القارية و الدولية ) الذين لم يلعبوا مباريات من شهور بسبب توقف النشاط و حتي المباريات التي كانوا يلعبوها كانت في بطولة الدوري الممتاز المحلي الضعيف ، كيف سينافسون كبار نجوم أوروبا المحترفين و حتي المحليين المستمرين في منتخباتهم منذ سنوات . لقد ألقي الإتحاد الجديد بقرارته كرة القدم إلي الهلاك ، و هزم أصحاب الجهد والانجاز نفسيا و سلبهم حقهم المستحق و أبان سلوكا دخيلا و قبيحا مشينا لا يشبه الرياضة و كرة القدم و لا أخلاقنا و قيمنا السودانية في شئ . و عبر ( رام نيوز ) أناشد السيد رئيس المجلس السيادي و رئيس مجلس الوزراء للتدخل العاجل و السريع لإنقاذ المنتخب الوطني من يد هذه الشلة الفاجرة التي تعبث بالمصلحة الوطنية لأجل أجندتها الشخصية المريضة ! فحتما لم تنسوا عطاء المنتخب الوطني الباذخ فكنتم المبادرين بتكريمهم بأرفع الأوسمة في نجاحاتهم القريبة السابقة .
