أخبار

استاد العيلفون الحربي(4)*

 

*(مجلس الافتاء الشرعي)*

 

قد يبدو العنوان الجانبي المصاحب لهذا المقال غريباً ولا يوجد بينه والموضوع رابطاً (شرعياً) غير ان هذه الايام من ايام عمل مجلس الافتاء الشرعي المعروفة لكن الخوض بتفاصيل المقال ربما يوصلك لعلاقة ما…

 

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

اشرنا في مجموع المقالات السابقة تحت ذات العنوان الرئيس ان استاد العيلفون كان قد تحول الي قلعة حربية ومقر تدريب للمستنفرين بالعيلفون رغم ان العيلفون بها معسكر تدريب لسلاح المهندسين…وكان معسكراً مستضيفاً للخدمة العسكرية الالزامية لسنوات وشهد اشهر حوادث الخدمة الالزامية الذي اشتهر ب(حادث معسكر العيلفون) في اواخر التسعينات…

 

نشط نفر كريم في امر الاستنفار بالعيلفون عبر الواقع علي الارض والواقع الافتراضي.. والجزء المعتبر من الذين نشطوا علي ارض الواقع كانوا من اوائل الذين فروا من ويلات الاجتياح ولا نعيب عليهم ذلك لان النفس من الضروريات التي يجب الحفاظ عليها وكان الاولي ان يكون ذلك من البداية حفاظاً علي ارواحهم وارواح الاخرين ومن العجائب ان سيارات الشرطة و اسلحتها تم اخفاءها ببيوت المواطنين قبل اجتياح العيلفون بفترة وكان الاولي بها معسكر الجيش طالما ان الشرطة تخلت عن مسئولياتها

 

يجب الاشارة في هذا المقال الي ان استاد العيلفون كان حلماً عمل من اجله نفر كريم من اهل العيلفون لسنوات طوال راينا نحن صغاراً خرط ذلك الحلم ومرافقه ومدينة رياضية بها الفنادق والخدمات و ظل الحلم لسنوات وعبر الحكومات المتعاقبة عسكريها ومدنيها الي ان تمخض الحلم عن ملعب اكثر من متواضع ويبدو انه حال المدن الرياضية بالسودان والتجني علي اراضيها واعتبارها اهتمامات هامشية رغم وجود وزارة خاصة بها ولكن يبدو انها مثلها مثل وزارة الشئون الدين والاوقاف تترك الشئون الدينية وتهتم بالاوقاف او وزارة الشئون الاجتماعية والزكاة التي همها جمع الزكاة ولا علاقة لها باي شأن اجتماعي

 

الي الان يتطلع القارئ الكريم لايجاد علاقة بين استاد العيلفون ومجلس الافتاء الشرعي المعروف رسمياً باسم (المجلس الاعلي لعلماء السودان) ويتراسه البروفسير محمد عثمان صالح وهو مجلس يكون له نشاطين خلال شهر رمضان الكريم يعلمهما كل اهل السودان وهي اثبات شهر رمضان وشهر شوال بالاضافة للاهتمام بامر الفدية والزكاة ومصارفها وعامة الشعب ربما لا يعرف لهم مهمة يجتمعون لها الا في هاتين الليلتين اعادهما الله علي شعبنا وهو ينعم بالسلام والامان

 

 

لا ادري ما الذي جعل القصة التي ساوردها عليكم تقفز لذهني وانا اكتب مقالات استاد العيلفون الحربي من الاول حتي الثالث وسوف اقص عليكم ما حدث تفصيلاً ففي بدايات عام 2021 تقريباً زار العيلفون البروف محمد عثمان صالح (مفتي الجمهورية) او كما يُعرّف رسمياً رئيس مجلس علماء السودان و كانت زيارته بمنزل احد معارفه القدامي و احد المهتمين بامر الدعوة من اهل العيلفون…….

 

في تلك الايام كانت لجنة ازالة التمكين تعمل بقوة وقال لنا فضيلة الشيخ ان الغرض من الزيارة انه يسأل عن ارضه الزراعية التي لم يجدها و افاد انه يملك الارض الواقعةَ شمال الاستاد وجزء من الاستاد قطعه الطريق المسفلت من سنوات وهي ارض زراعية اشتراها من (فلان الفلاني) وذكر اسمه كاملاً واستطرد انه من اقربائه مما اتاح لي الفرصة لسؤال فضيلة الشيخ عن موضوع القبائل والشعوب والتعارف الاستطراد بعلاقات العيلفون بالولايات والقبائل التي اجتمعت بها… و لكن سرعان ما عاد فضيلة الشيخ لموضوع ارضه المنهوبة وقال انها مساحة كبيرة كنت قد حفرت بها بئراً وجلبت لها (بابور من الورقة ) وبدأت في العمل بها فقاطعته قائلاً الا تري الان انها منطقة سكنية وعمران حديث استغرق سنوات اين كنت طوال هذه السنوات شيخنا الفاضل فضحك وقال ( الواطة خليها انا المحيرني بابوري مشي وين) حينها تبسمت وطافت بذاكرتي (وئام شوقي) ومشاركتها ببرنامج “شباب توك” لقناة دوتشه فيلله مع فضيلة الشيخ محمد عثمان صالح نفسه و قضية التجني علي المرأة في السودان وها هو ذات الشيخ يتحدث عن التجني علي ارضه(وكلنا من تراب) ولا ادري الان اين فضيلة الشيخ او رائدة الاعمال الشابة (وئام شوقي) وماذا فعلت بهم الحرب…(رغم ان طريقتها في الحديث مع فضيلة الشيخ وقتها لم تعجبني)

 

سالت فضيلة الشيخ هل يملك مايثبت ادعائه بملكية الارض فاشار لاحد معاونيه لابراز الاوراق فتحجج بعض الحجج وقال ان الاوراق رسمية وموجودة وموثوقة فقلت لهم لا مجال لكم الان الا القضاء فهذه اراضي مسكونة ولها اصحاب يملكون ايضاً اوراق رسمية وبها استاد ومنطقة عامرة بني اهلها بيوتهم و امالهم ولا مجال لنزعها لكن ربما يعوضكم القضاء ان كنت فعلاً تملك مايثبت ملكيتها فقال لي هذه اراضي زراعية كيف تم تحويلها الي سكنية دون علمنا كملاك قلت لا ادري… وسردت له حادثة مشابهة سابقة ومشهورة يعرفها اهل العيلفون حول اراضي تم توزيعها وبُنيت وسُكنت وظل صاحبها سنوات خلف المحاكم كما انه كان يحذر الناس من البناء وبعد سنوات عديدة امرت المحكمة العليا بازالة المباني وان تعود الارض لمالكها وقتها وقف اهل العيلفون امام الجرافات وتم وقف العمل وسجن بعضهم و صارت قضية راي عام….. فامرت الحكومة بتسوية الامر مع المالك وتعويضه..

 

انفضت جلستنا مع فضيلة الشيخ ولا ادري هل اتجه نحو المحاكم ام لا… والان كل اراضي العيلفون ومبانيها ومدارسها و محليتها ومراكزها الصحية ومستسفاها واستادها وكل ما احتوته بعرق رجالها ومجهودهم مغتصب واهلها مشردين فهل نتوقع قدوم جرافات مرة اخري بعد ان تضع الحرب اوزارها…..

 

خلال طوافي بحثاً عن الامان من ويلات الحرب في بقاع السودان سألت نفسي كثيراً لماذا تكثر عندنا مشاكل الاراضي في بلد بهذا الحجم رغم توسعه الافقي….

 

ختاماً لا ادري ان كان استاد العيلفون سيجد من يقف للجرافات مثل وقفته الاولي ان كسب الشيخ القضية التي لا ادري ان كان قد رفعها ام ان الامر كان مجرد مناورة…

 

 

سلام

محمد طلب

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى