الشوتال و السفروك وقرار حمدوك
الخرطوم : رام نيوز
أوتاد – أحمد الفكي
من الشخصيات التي تحتل مكانة في ذاكرتي المرحوم ود بخيت “طيَّبَ الله ثراه” هكذا كان يُنادى في مارنجان السودان تسعة لغات و العاشرة الإبتسامة و القليل منهم يعرفون اسمه الأول محمد ، كان يعشق المديح النبوي بصورة خرافية حيث كان يجود بما في جيبه من مال يضعه في الماعون المخصص لوضع النقطة إذا جاز التعبير يسبقه ذلك ( عرضة طويلة )، كان صديقاً للوالد حاج المبروك اللقب الذي طغى على الاسم ، ود بخيت من شمال السودان منطقة تنقسي وكان يعمل في مهنة البنيان ( بنَّاء) في البورت أي مشروع الجزيرة ، و متخصص في التليس او اللياسة و كما تِعرف بالبياض و من أقسام التليس الكُحلة وهي من الخارج ميزتها تجعل منظراً للطوب الذي يزخرفه الأسمنت ، في أيام العطل المدرسية كنا نعمل معه طُلَب بالتناوب شخصي و أخي عبد العزيز ، رغم أنَّ ود بخيت ليس من شرق السودان إلا أنه كان يملك شوتالاً و سفروكاً علماً أنَّ الشوتال و السفروك من مكملات شخصية إنسان البجا و لمن لا يعرف الشوتال هو سكين كبيرة الحجم و أصغر من الساطور ، أما السفروك هو عصا معكوفة يُشارك أهل جنوب السودان أهل البجا في حملها .
الآن في وسائل التواصل الاجتماعي كمية من الأخبار التي تعمل عمل ( المديدة حرقتني) حيث الأخبار المليئة بالطاقة السلبية فيما يخص العلاقة بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و رئيس الوزراء د/ عبد الله حمدوك الذي لم نسمع له تصريحاً فيما يخص تقديم إستقالته ، ووجود التناحر السياسي و عدم الإنسجام مما يوحي أنَّ السودان في منعطف خطير وهو على بعد خطوات للسقوط في هاوية التشرزم و الفراغ الحكومي .
نعم الكل يقر و يشهد و يعترف أنه في حالة وجود عدم التجانس و الإنسجام و التعاون في إدارة مرفق و شأنٍ أيَّاً كان سياسي ، رياضي أو إجتماعي نتيجته الحتمية الفشل و الضياع وهذا لا يحتاج إلى برهان ، على سبيل المثال في المستوى الثقافي الرياضي البسيط كم من قروب و رابطة رياضية وجد فيهما التناحر و الإنشقاق قد فقدا البريق و النشاط و التفكك فما بال إدارة دولة و حكومة .
ما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي و بعض القنوات الفضائية ذات الأجندات الخاصة ممن تعمل من الحبة قبة هدفها في ذلك الإثارة و محاولة جذب مشاهدين لها . متناسين ما يمر به السودان من مواكب تظاهرية هنا و هناك بأخبارٍ تعمل عمل قطبي المغناطيس فنسمع ما بين الحين و الأخرى إقالة و تعيين، ثم تعيين و إقالة في جوٍ مشحون هدفه زعزعة البلاد وما خبر قرار حمدوك الخاص بعزمه تقديم إستقالته إلا زيادة حطب في نار السياسة السودانية لتحرق الاخضر و اليابس، في وقت يجب الإستمرار في عمله حفاظاً على إستقرار البلاد ، وقد حمل الخبر الجميل تراجع حمدوك عن تقديم الاستقالة وهو القرار الحكيم لأنَّ أمام الوطن حل مشكلة أهالي الشوتال و السفروك التي وعدوا بحلها ، إضافة لحل المشكل الإقتصادي الخاص بتوفر الخبز بالسعر الذي يِناسب دخل المواطن البسيط .
* آخر الأوتاد :
تنظيم عزة الهلال قيادة د/ أشرف الكاردينال ، مؤهل لاكتساح صندوق الإنتخابات القادمة وفق الديمقراطية التي تمارس في نادي الوطنية هلال الملايين بما قدمه من إنجازات سابقة في البنية التحتية للنادي على شاكلة الجوهرة الزرقاء و تمزيق فاتورة الفنادق ، و كما تظل قناة الهلال علامة فارقة تلوح كالوشم في سماء الإعلام السوداني .