مجتمع

الميكانيكي الذي فجر إجتماع النخبة…. قصة تداولها رواد التواصل الاجتماعي في السودان تعرف عليها

رام نيوز : مواقع التواصل

يقول أحدهم  تمت دعوتي  لحضور إجتماع مهم   من المجلس التربوي لمدرسة بحري الحكومية النموذجية الثانوية بنين بغرض التفاكر حول العملية التعليمية في المدرسة، حضر أكثر من مائة رجل  وسيدة من أولياء أمور الطلاب .. إفتتح رئيس المجلس التربوي الاجتماع مستعرضا تدني البيئة المدرسية من دورات مياه وفصول وسور وميادين وكافتيريا وناشد  أعضاء الإجتماع  المشاركة بالرأي لإيجاد حل عاجل لمشاكل المدرسة من تردي الخدمات الحيوية والبيئية ، لتهيئة البيئة الأكاديمية للمعلم والطالب لمزيدا من العطاء والتحصيل، ومن الملاحظ ان هذا الجيل من الآباء معظمهم من المهنيين والمتعلمين خلافا لجيل الآباء الذي رعا جيلنا دون كثير جهد او عناء، أتيحت الفرص للحضور للحديث والإدلاء بالرأي فكانت المداخلات كلها بلغة علمية من قبيل التحليل وفقا لعلم النفس التربوي، الجنوح في سن المراهقة، دور المجتمع والسلطة في التربية، الثقافات الدخيلة المحمولة على الفضاء السيبراني، وهكذا من المصطلحات المعقدة، وكل منا كان يريد إستعراض مخزونه المعرفي، إلا واحدا كان  يجلس على يميني،  يرتدي بلوفر شتوي ينبئ انه من الذين يخرجون باكرا   في هذا البرد القارس، كان متبرما من ( لولوة) الحديث، يطبطب برجليه على البلاط في حركات متبرمة، وينظر للساعة في معصمه من وقت لآخر، خمنت أن وراءه عمل مهم لابد له من اللحاق به، وبعد عدة مداخلات طلب الفرصة للحديث، ولما أعطيت له وقف امام الجميع وقال :” السلام عليكم جميعا..انا فلان والد الطالب فلان.. شغال ميكانيكي، الرجل رئيس المجلس التربوي دا قال ليكم كلام واضح عندو حمامات منتهية عايزة صيانة وعايز يبني حمامات جديدة، وعايز لمبات ومراوح وحديقة للمدرسة، الحكاية دي دايرة قروش مادايرة نضم كتير ولا فلسفة، دحين يا السيد المدير دي عشرة مليون جنيه مني، ربنا يوفقكم وإذا إحتجتوا لضراعي انا جاهز… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، خرج بسرعة يلحقه تصفيق عالي جدا من الآباء والأمهات النخبة وبعدها تدافعوا نحو المنصة متبرعين بالكاش وبعضهم طلب رقم حساب بنكي،، عندها وجدت إجابة  على سؤال كان يؤرقني لماذا كتب دكتور منصور خالد سفره القيم ( النخبة السودانية وإدمان الفشل) وسألت نفسي كم ميكانيكي يحتاجه السودان لإخراجه من هذا الوضع المربك المعلول؟  منصور بلة محمد

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى