الفيفا و العدالة المفقودة
أوتاد – أحمد الفكي
أسوأ ما في الرياضة هو الظلم و في مجال كرة القدم قد يكون الظلم في صافرة التحكيم و قد يكون الظلم إدارياً من قِبل القائمين على تنظيم المنافسة .
الفيفا هو المظلة الكبيرة التي يكون تحت مظلتها كافة الإتحادات القارية ، وهي من تتحكم في سير وحركة تلك الإتحادات من النواحي الإدارية و التنظيمية و التوجيهة و بمعنى أشمل هي صاحبة الكلمة الفصل وفق اللوائح التي تبعثها لتلك الإتحادات القارية .
لا للعنصرية SAY NO TO RACISM شعار رفعه الفيفا في مونديال ألمانيا عام 2006 و كلماته رافقت المونديال على مدى ثلاثين يوماً ، فقبل كل مباراة يرددها النجوم ويقرأها جميع المشاهدين من خلال شاشات التلفاز او من هم داخل الإستاد فلماذا العنصرية هي ما تركز عليها الفيفا.؟ الإجابة هي لأن العنصرية بغيضة لذا تم رفع شعار قل لا للعنصرية .
في ذلك الوقت وقع الفيفا نفسه في بركة العنصرية البغيضة و الأسنة التي سبق له أن رفع شعارها في ذلك المونديال 2006 ومباراة منتخب غانا أمام التشيك خير شاهد لما حدث ، و ذلك من خلال احتفال لاعب غانا جون بنتسيل بالفوز على التشيك برفع علم إسرائيل دون مراعاة لشعور الشعب الفلسطيني و الدول العربية و شعوب العالم الإسلامي .
فى مباراة غانا والتشيك، أحرز سولى مونتارى الهدف الثانى فى مرمى التشيك فاحتفل بنتسيل بالهدف مع زملائه فى الملعب، وأخرج علم إسرائيل، مما آثار استفزاز العالم العربى والإسلامى والدولى أيضا، إذ أنه رفع علم دولة لا يلعب باسمها مع احتلالها للأراضى الفلسطينية، ولم يحظ اللاعب و منتخبه باي إنذار او عقاب من قِبل الفيفا على الواقعة على عكس ما حدث مع النجم محمد أبوتريكة لاعب المنتخب المصري والنادى الأهلى القاهري الأسبق، عندما احتفل بهدفه الذي احرزه في منتخب صقور الجديان – منتخب السودان في بطولة كأس الأمم الآفريقية 2008 التي إستضافتها دولة غانا، عندما رفع قميصه الخارجي ليظهر قميصه الداخلي و مكتوب عليه عبارة Sympathize with Gaza “تعاطفا مع غزة” فوجه له الحكم إنذاراً لإظهاره شعارات سياسية. و لم ينل بنتسيل الغاني أي توبيخ او عقوبة . أليس الفيفا يفتقد لميزان العدالة .
في الأسبوع الأخير من شهر فبراير 2022 بعد اجتياح روسيا أوكرانيا نجد أنه قد اكتظت ملاعب كرة القدم الأوروبية بمشاعر الدعم والتعاطف والمواساة تضامناً مع الشعب واللاعبين الأوكرانيين . وفي ملعب ويمبلي الشهير تم عرض عبارة «عالم كرة القدم يقف معاً» على الشاشة الكبيرة للملعب، على خلفية صفراء وزرقاء بألوان علَم أوكرانيا.
الفيفا الذي يمنع تدخل السياسة في الرياضة و يقف سداً منيعاً أمام تدخل الدول في شأن إتحاداتها العامة، فها هو يقع في الفخ .
* آخر الأوتاد :
غض طرف الفيفا للعبارات المكتوبة على قمصان اللاعبين في الدوريات الأوروبية المساندة و المتعاطفة مع أوكرانيا يُشير لعدم العدالة حيث استنكر تعاطف نجم منتخب مصر السابق محمد أبو تريكة مع غزة و انزل في حقه العقوبات بحجة عدم خلط السياسة بالرياضة . ألا تراجع الفيفا شريط لقطة أبوتريكة لتقارنها مع عبارة No war in Ukraine لتعرف معنى الرسالة السامية التي يحملها كلا الشعارين، أم لأوكرانيا رب رحيم و لفلسطين شديد العذاب .؟!