البر الشرقي تعيد كتابة التاريخ من جديد ببورتسودان ..!

كتب : محمد عبد الرحمن الطريفي
إستجابة لنداء رابطة ابناء البر الشرقي الخيرية التي أطلقت نفرتها الكبري لإعادة تأهيل رابطة البر الشرقي للناشئين في بادي إنطلاقتها الوليدة ؛ تداعي الجميع من كل مكونات المنطقة ( أبوحشيش ؛ سلبونا ؛ ديم التجاني ؛ المؤاني ) من الرموز و الإداريين المخضرمين و الأقطاب و المشجعيين للأندية و قدامي اللأعبيين و خريجي شيخة الروابط من كل الأجيال و الحقب و إمتدت مساحة المشاركة لتشمل غير الرياضيين من الناشطين الإجتماعيين و أصحاب الحرف الحرة و المواهب في الحدادة و البنائين و النقاشين و النجارين و الرسامين و المصممين إنصهرت كل هذه الطاقات الجبارة في بوتقة واحدة في وعاء شباب الرابطة الخيرية النخبوي الأغر ..
تشاركت الأيادي العمل و تقاسمت القلوب الهم و تلاقت الأفكار و تلاقحت و تحول النفير الخيري إلي مسرحا جامعا تتنافس فيه الأندية و الأقطاب و عامة الناس علي المشاركة الفاعلة و السهم الأكبر و تتسابق فيه عطاءات ابناء البر الشرقي من كل حدب و صوب .
لتنبهل التبرعات كوابل المطر و غدا سيلا يجري في مسيره المقصود جارفا كل معوق و مكسرا كل من يعترض مجراه ؛ أيادي بيضاء تتصدق بالعمل و أجبنة تسمو في تقديم الجهد و إسالة العرق ؛ جيوب سخية تتبرع بالأموال ؛ و شباب مقدام متطلع يتصدي بكل كرم و عزم و تفاني لإبتكار الفكرة و تسهيل الخدمة و تقديم المساعدة و إنجاز المهام.
بالخير إلتقت القلوب و بنواياه المشتركة تألفت توقد فيهم رغبة صادقة ؛ منطقة واحدة .. رابطة متحدة ؛ واقع أفضل قادم ؛ الهدف هو الإنماء و التكافل و بث روح العمل الجماعي و التعاون لأجل التطور و الإرتقاء و خلق نهضة رياضية و إجتماعية تليق بالريادة و المستوي النخبوي للمنطقة و تواكب تطلعات و أمال الشباب و جيل اليوم و غالبية أعضاء الرابطة الخيرية و أهل الفكرة من الشباب المتألم من حالة التراجع الكبير الذي تشهده رابطة الناشئين نتيجة للإهمال و سوء الإدارة و مخلفاته الموجودة في الفرقة و الكراهية بين مكونات الرابطة .
جاء صوت شباب البر الشرقي قويا هادرا مزلزلا ليقول لا للتخلف و التوقف و السكون ؛ جاء جاهرا بالحب يرسم قلبا ورديا كبيرا ينادي “سنعيدها سيرتها الأولي” .. “تلاحم .. تشارك .. معا نتقدم” .!
من العدم بنوها بطولة جيل جاء ليقول كلمته .. نعم نستطيع و ليس قولا ؛ بالفعل قادر و يستطيع .
من الصفر شيدوها خطاوي ممكنة لواقع منير تليق به هذه الدار العريقة المجيدة الباذخة و يوفي المنطقة قدرها الحقيقي .
و إنطلق قطارهم مسرعا في سكته لا يتوقف إلا لمن سلمت نواياه و رغب السفر نحو وجهة التغيير و البناء و التعمير .
و كانت الاوقات محطات مسرعة تكشف كل ساعة عن منضمين كثر حتي إمتلأ القطار و إكتظت الرحلة بشعب كامل جميعهم كانوا يمؤمنون بالفكرة و بذات النوايا الطيبة و الصادقة و في داخلهم نفس الحب و الرغبة في البناء و التقدم و إشاعة الخير و كسر القيود ؛ كانوا بذات الحسرة لمرارة الواقع الأليم .
ضرب أبناء البر الشرقي من كل الأجيال و بمختلف الأعمار ؛ الشيوخ .. الرجال .. الشبان .. و حتي الصبية و الأطفال . أروع الأمثلة في الغوث و النصرة و الإعانة و تضافر الجهود و الهم المشترك ؛ هبوا لأهفين متسابقين للنفير لا يرون إلا بعين واحدة ؛ يجيشون بمشاعر مشتركة و يلتحمون لأجل تحقيق هدفهم الواحد.
تلك الأحاسيس التي أثارتها مشاعر الناس خلال هذا النفير هي وقفة للتألم و التأمل .. مشاهد نادرة و قصص عظيمة تروي في اللب و القلب و ترسخ للذكرة و التاريخ ..
تؤلمنا لأنها القمر عاليا و بعيد لا ينزل عن سمائه و لا يتراجع في المهابة و الحسن و البريق ؛ و تدعونا للتأمل لأنها صور لا يمكن مشاهدتها إلا هنا تحت ضوء القمر .
أي أناس هؤلاء .. و أي خير هذا الذي جبلوا عليه و أي روح هذه التي تملأهم..
أمة يتأصل فيها الخير ؛ مجتمع راقي و فاضل و رحيم يتأسي بروح الأجداد و يتعايش بتقاليد البلد.
ما أعظم الفخر بهذه الأمة الشرقية العريقة التي سمت و تميزت و كتبت التاريخ و شيدت الأمجاد .. ما أروع الصحوة و الإحياء من جديد ..!
كرة القدم التي بدت من هنا لن تتوقف هنا ..
و كرة القدم التي عاشت لها البر الشرقي تغرس القيم و تهدي المبادئ و تلهم الإبداع و تشجع الآخرين ؛ ستظل كعهدها دوما مصدر الإشراق .. الرائدة الكبيرة و المعلمة الملهمة ..
ليل الظلام يزور الأمكنة كل الأمكنة و لكنه سرعان ما يتبدد مع الإشراقة الأتية و تعود الحياة لتدور في أفلاكها المعهودة فتعود معها الحواري .. حواري و القصور .. قصور .!
يتبع ..!