مقالات

ابليس قائد العنصرية

 

 

د/عبدالمولى موسى محمد

 

جاء الإعلان الإلهي سابقا لكل إعلان ليوضح للانسانية بأن الإنسان قد خلق من تراب وهو اصل البشرية قاطبة وعندما يكون الجميع من أصل واحد شكلا ومضمونا فقد انتفى التفاضل بين المصنوع فالمعدن واحد والصانع واحد والمصور واحد وواضع الصبغة اللونية واحد ومصمم الأشكال واحد وجعل التفاوت والتفاضل في المحتوى الذى لا يدركه ويعلم ما

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

خفى فيه إلا الصانع نفسه وليس لأحد سواه،

لذلك جاء هذا الإعلان الإلهي واضح وضوح الشمس بانّ البشرية خلقوا من طين ومن نفس واحدة وأنهم من ذكر وأنثى والحكمة من ذلك معرفة الخالق وعبادته والخلافة في الأرض لأعمارها فقط دون الاستعلاء بأصل هذا المخلوق العجيب

وأنّ أي محاولة لمخالفة هذا الإعلان الذي بنىّ على مبدأ ان التفاضل بين الناس هو التقوى وغير ذلك يعتبر احتجاج واضح على صاحب الصنعة وصانعها وهذا لا يليق بالمخلوق المصنوع من غير استشارة في كيفية خلقه وتصنيعه ووضعه في القالب الذي صممه الخالق.

عليه فقد جاء الاسلام ليبين للناس انّ التفاضل بين البشر لا يكون إلاّ بميزان التقوى، و أن الدين الحنيف دعا إلى القضاء على كل الفوارق والطبقات وجعل الناس كلهم سواسية، وأزال وأذاب الفوارق التي تقوم على أساس من الجنس أو العرق أو اللون. فالعنصرية هي التفرقةُ والتمييز في المعاملة بين الناس على أساس من الجنس، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، أو حتى المستوى الاجتماعي والطبقي، وأول من نادى بالعنصرية هو إبليس، حيث قال حينما أمره الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام : «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين»، «ص:76»، ولم يبتعد العرب قبل الإسلام عن هذه النعرة، حيث كانت القبلية سائدة، والتقسيم الطبقي حاضراً، فهذا من السادة، وذاك من العبيد، وعندما جاء الإسلام نبذ هذه العنصرية ونهى عنها وجعلها من أمور الجاهلية المتأصلة في النفس البشرية وأن قائد هذا الركب العنصري عبر التاريخ الإنساني هو إبليس ،وأن هذا القائد هو عدو مبين للانسانية وسوف يوردها مورد الهلاك،

فلماذا أخي الكريم تجعل هذا القائد العنصري قائد لك في السراء والضراء وأنت تعلم مصير هذا القائد وصحبه ؟؟؟؟؟

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى