مقالات

طريفيات

محمد عبد الرحمن الطريفي

أوجدوا لهم وطنا .. ليسعدوكم بالنجاح ..!

عندما تشاهد “سبايدر مان” علي أسطح المباني الشاهقة في الخرطوم يتطاير ثائرا و في يده راية الوطن المغييب ، و تعاين “كليان مبامبي” علي جناح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم يجهش بالبكاء و يرتكب حماقة الشرود و علي ظهره ( 9 ) و ظلال نجومية عالمية تتلبسها فنلة بائسة بالرقم ( 10 ) ، و تلك الفيديوهات المنتشرة المعطونة بعذوبة الصوت الطروب ، و اناقة التمثيل و الحضور و إجادة الاداء ، و تلك الجداريات العاصمية الملونة بالرسومات و الرمزيات الخارجة بقهر و دموع تخبرك بأنيين الفكرة و أضواء منحسرة تتطلع لغد مجهول ، و عندما تسمع هتافات المواكب الصدئة الغريدة و تتأمل من يصنعنوها من الشابات و الشباب المستقلين الأبرياء فأنت تجد نفسك أمام طاقات شبابية مهولة متفجرة و غزيرة الإبداع المتنامي المتناهي و تكتشف عظمة الموهبة و العبقرية و التفرد الممزوجة بالروح الوطنية ، و في ذات الوقت ستتملكك الحسرة و الألم و أوجاع الدنيا كلها ، حزنا علي مصير أجيالنا المضاعة ، و قهرا علي نضارة الفكرة و خصوبة القدرة ، و روعة الذات و ستغضب علي حالهم البائس و حجم الظلم الذي يجدوه في وطنهم القاتل ..

و ستبكي لان المبدع في وطنه صوته مكبوت ، و حريته مقيدة ، و جناحه مكسورة ، و مستقبله مظلم و تطلعاته محرمة و ستلعن الوجود كثيرا ..

آهات و جروح .. خيبات و شجون و شروخ ، هي من تشكل هيئتهم الكائنة التي تحاول دونما توقف أن تلوذ فارة من واقع الجحيم و الدمار الطارد ، إلي عوالمهم الوهاجة البعيدة عن أرض الوطن المجدبة .. هناك حيث تصحبهم إرادة مصممة و شجاعة نفاذة ، و أحلام مشبعة بالدم و الهم و الألم تدوي فيهم بصراخها ، تحرض ، تذود و تلهم ، و تسافر بهم إلي فضاءات رحبة في عالم يتورد حقا يليق بهم ..

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

و عندما يعودون إلي هنا في عالم الظلام حيث الأشباح و التماسيح و الغيلان و كأنهم في حضرة مخلوقات فضائية متبلدة لا تفهم لهم لغة و لا تشعر بما يشعرون و لا تري ما ينظرون و لا تجد بينها و بينهم روابط مشتركة للإلفة و التفاهم و التشارك و الإلتقاء .

أنهم يعيشون في آسر أوطناهم النبيلة الحالمة و النابضة بالحياة و تقتلهم أوطان الأجداد و التراب المميتة الجائرة القاهرة .

بالله عليكم .. كيف يعيشون ؟! و تنتظرون إنتصارهم و فلاحهم و نجاحهم و أنتم تهزموهم كل يوم ..!

أولئك القوم كم هم ساذجون و أغبياء ، بلهاء .. الذين يعيشون في وطن لا تشرق فيه الشمس ..

و ينتظرون إطلالة النهار ….!

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى