معايير اختيار التخصص الجامعي
خاص: رام نيوز
مهيرة عثمان طه
عندما يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية يجد نفسه في حيرة امام مفترق طرق جامعات متعددة وتخصصات متنوعة و خيارات كثيرة خصوصا في ظل ظروف متغيرة تأثيرات جائحة كورونا وظروف اقتصادية غير مستقرة .
دعونا نناقش بصراحة سيادة بعض المفاهيم الخاطئة جعلت من الاختيار الصحيح للتخصص أمراً شائكاَ، يترك الطالب في حيرة بين ميوله، ورغبات أسرته، والإمكانات المتاحة أمامه.
يمكن أن يشكل الطالب فكرة عن التخصص الذي يرغب به خلال حياته المدرسية ممن سبقوه من الأخوة أو الأقارب أو الجيران أو نمازج علي السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.
بعضهم يختار بناءاً على رغبة الأهل (ليست دائماً خاطئة)ولكن عليه أن يتأكد أن هذا الخيار يناسبه لان لا مكان للمجاملة في هذا الأمر وقوة الشخصية وفن الحوار والاقناع يلعب الدور الأكبر في إقناع الأهل بضرورة حرية اختيار تخصصك الجامعي لذا نوصي دائما الطلاب بتطوير شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم وقراراتهم .
الان دعونا نتحدث عن العوامل المؤثرة في اختيار التخصص
تتداخل عدة عوامل في اختيار التخصص الدراسي ( الميول ، الاستعدادات ، القدرات ، الأهداف ، القيم ، سوق العمل..). وتلعب ظروف كثيرة في هذا الاختيار منها ما هو اقتصادي أو اجتماعي أو تعليمي، فمع حصول بعض الطلبة على نقط متدنية في شهادة الثانوية العامة، تنغلق أمامهم أبواب بعض التخصصات الدراسية التي كانوا يودون دراستها في الجامعة، إضافة إلى العامل الاقتصادي الذي يدفع الطلبة إلى عدم دراسة تخصصات معينة تكون مدة دراستها طويلة ومكلفة.
ويعتبر الاختيار السليم القائم على العوامل و الأسس المنطقية والعلمية بمثابة حماية من عثرات المشوار الجامعي، كما يوفر مزيدا من التميز والنجاح في المستقبل.
خطوات اختيار التخصص الجامعي:
الخطوة 1 : الرغبة في التخصص
الذي يتقن ما يعمل سينتج بالطبع، لكنه لن يبدع إلا إذا عشق ما يعمل إن اختيار التخصص الجامعي قرار ذو طابع خاص، حيث إن الطالب لا يجب أن يتخذه جزافاً، فهذا القرار لا بد أن يراعي ميوله وتفضيلاته الدراسية.
فمثلا كثيرا ما تسأَل الطلاب لماذا اخترت الهندسة؟ فيقول لأني أَرغب أَن أَكون مهندسا فنسأَله ما الهندسة؟ وما أَقسامها؟ وماذ تُدرِّس؟ وما طبِيعة درستها؟ وما مستقبلها؟ فيقول لا والله لا اعلم..! إذن بناء على ماذا أَحببتها ورغبة فيه!!
يجب عليك عزيزي الطالب أَن تبني رغبتك في تخصص ما بعد أَن تكتمل لك الصورة عن هذا التخصص. لابد أَن تعرِف ماذا يُدرَّس؟ وكيف ستُدرَّس؟ وما مستقبله؟ وما أَنظمته ومتطلباته؟ ابحث عن معلومات عنه في مواقع الجامعات أيضا يمكنك الانضمام الي الي قروب (منصة تخصصك اختيارك التعليمية) علي الفيسبوك ، أيضاً حاول أَن تسأَل الطلاب الذين سبقوك خاصة من هم في المستويات الأخيرة من الدراسة.
الخطوة الثانية : القدرة على دراسة التخصص
اختر تخصصك الجامعي الذي ترى أن لديك من المقومات ما يجعلك ناجحا فيه .
على الطالب أن يختار تخصصه الذي يناسب قدراته وفقاً لأسس علمية وموضوعية، و بناءً على معرفة سابقة بطبيعة هذا التخصص وموضوعات الدراسة التي يتضمنها ومعرفة سهولتها أو صعوبتها.
الخطوة الثالثة : الفرصة التي يوفرها التخصص (الوظائف)
يجب على الطالب أو الطالبة قبل اختيار تخصصه الجامعي أن يُراعي الفرص المتاحة في سوق العمل، إذ إن مراعاة سوق العمل يجب التفكير فيها قبل اختيار التخصص الجامعي، فلا يُعقل أن أحبّ تخصصاً، وأتفوّق فيه، ثمّ لا أجد له فرصة في السوق خصوصا بعد جائحة كورونا فكن ذكياً في اختيار مجالك الذي يحقق لك الاستقرار والحرية المالية في المستقبل .
ومن ضمن الاعتبارات التي لابد على الطالب أن يعيها هي أن يرسم صورة للمجال الذي سيختاره بعد عشر سنوات، كيف سيكون الحال؟ وهو ما سيضطره تلقائيا إلى التفكير في تنمية مهاراته أثناء الدراسة .
خاتمة :
إذا إ استطعت تحديد ميولك و قدراتك و إدراك فرص عملك ، ثم تحررت من تأثير الآخرين والخضوع لرغباتهم واستشرت ذوي الخبرات، فأنك بذلك تكون قد هيأت الأمر بشكل سليم وعرفت كيف تختار تخصصك الجامعي المناسب، والذي نأمل من الله أن يوفقكم في دراستكم و لا تنسى أن تصلي صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار الأخير .