مقالات

إستقالة ناصر و عقلاء السودان

أوتاد – أحمد الفكي

قبل يوم من تقديم د/ عبد الله حمدوك إستقالته ، بادرني أحد السعوديين عند خروجي من المسجد عقب صلاة المغرب بلهجته الدارجة بهذا السؤال : (ويش صار على حمدوك.؟) قلت له : كل خير . فبدأ يسترسل في الحديث معي أنتم يا الأزوال ( جمع زول ) أهل علم و حِكمة و عقول نيرة و خبرات عملية و كفاءات نشهد لكم ليش كل يوم طالعين مظاهرات .؟ شعرت من حديثه كأنه يقول لي : أليس فيكم رجل رشيد .؟

نعم لقد احتل السودان جراء سلسلة تلك المظاهرات مساحة في الإعلام العربي خاصة من قِبل الديربي (قناة الجزيرة و العربية) في سباق محموم لإبراز حالة الشارع السوداني الذي يُعاني من ضائقة إقتصادية كانت هي سبب قيام الثورة التي أسقطت حكم عمر البشير، لتتفاقم الضائقة الإقتصادية بأزمة سياسية ولَّدت تلك المظاهرات التي خلَّفت العديد من فقد الأرواح ، فما كان من د/ عبد الله حمدوك رئيس الوزراء البدون وزراء إلا أن يُلقي خطاب إستقالته عبر قناة السودان الفضائية متنحياً عن منصبه لعجزه عن تحقيق العبور الذي كان ينشده و يصدح به في كل خطاباته و لقاءاته التي كانت تُجرى معه .

لا يخفى على الجميع أنَّ الحياة لا تتوقف بموت أحد و حواء الوطن أنجبت و لا زالت تنجب الكثير ممن يتحملون المسؤولية وكما قال الشاعر عمرو بن كلثوم في معلقته :

و نشرب إن وردنا الماء صفواً

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

و يشرب غيرنا كدراً و طيناً

حتى يصل لقول :

إذا بلغ الفطام لنا صبياً

تخر له الجبابرا ساجدينا

من هنا النداء لكل سوداني و سودانية أيقظوا قواكم الخفية، لتتحكموا فوراً بمستقبلكم الذهني و العاطفي و الجسماني و المالي . دون شك لكل منكم أحلامه ، لذا يجب أن يؤمن كل واحد في أعماق روحه بأنَّ لديه موهبة و أنَّ بإمكانه إنجاز شيء متميز . أقول ذلك لأنَّ إستقالة حمدوك قد تُعيد للتاريخ السياسي ذكرى العاطفة التي إجتاحت المجتمع المصري أولاً ثم العالم العربي عندما أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر إستقالته عن رئاسة البلاد.

حيث يقول التاريخ أنه في مساء 9 يونيو 1967، تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة مصر متحملا مسؤولية الهزيمة في حرب 5 يونيو 1967، إلا أنه تراجع عنها في اليوم التالي بعد خروج ملايين الناس للتظاهر رفضاً لتنحيه، عقب الخطاب الذي كتبه له محمد حسنين هيكل . السؤال الذي يتبادر للذهن هل يجد حمدوك التعاطف من قبل الشارع و يجد من العاطفة التي قد تطالب بعودته إلى منصبه كما وجدها جمال عبد الناصر . قد يقول قائل لحمدوك عليك يسهِّل و علينا يمهِّل.

* آخر الأوتاد :

كي ينهض السودان يجب أن تعم ثقافة التسامح بكل ما فيها من معنى في المجتمع السوداني ووضع رؤية محددة يلتزم الجميع بتطبيقها ووقتها سيعيد السودان سيرته الأولى .

اضغط هنا للإنضمام لمجموعات رام نيوز على الواتس اب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى